بلاويكم نيوز

جسور أخفتها منظومات النسيان

0

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

يؤسفني ان أقول اننا نعيش بين قومٍ إن وجدوا فيك خيراً أخفوه، وإن وجدوا فيك شراُ أذاعوه، وإن لم يجدوا فيك عيباً أخترعوه. .
هنالك دائما فروقات شاسعة بين تجاهل الخبر وبين طمسه وإخفائه، وهذا ما برع به مرتزقة الإعلام وأقلامهم المأجورة، فعندما بادرت وزارة النقل بإنشاء أول جسورها العائمة بين ضفتي نهر دجلة شمال شرق البصرة، توجه المرتزقة لتصوير قنطرة منصوبة فوق جدول صغير في بستان مهجور من مزارع أبي الخصيب، وقالوا للناس: هذا هو الجسر الذي زعموا انهم شيدوه فوق دجلة، وذلك في محاولة لارضاء أسيادهم وأولياء نعمتهم، لكن أولئك الأسياد لم تعجبهم فكرة التشويش على الخبر والتقليل من شأنه، فطالبوا الأبواق بإخفاء الخبر كلياً، وعدم التطرق إليه، لا من بعيد ولا من قريب، وهذا ما حصل بالضبط عندما افتتحت الوزارة الجسرين (الثاني والثالث)، فوق نهر دجلة. .
كان الثاني في قرية البو بخيت (بيت اغزيّل)، والثالث في قرية السادة (بيت سيد نور). لكن المرجفين اشتركوا كلهم (ومعظمهم من البصرة) بإخفاء الخبر جملة وتفصيلاً. .
لا يريدونك أن تعمل شيئاً مفيداً، أما إذا خالفتهم الرأي، واندفعت وراء فطرتك الإنسانية انطلاقاً من مبدأ: (خير الناس من نفع الناس)، فإنهم سوف يخفون أعمالك، ولن يسمحوا لك بمواصلة نشاطاتك في المضمار الذي تنفع فيه الناس. .
لكن الوزارة لم ترضخ لارادتهم التعطيلية، فأنشأت جسراً رابعاً على نهر الفرات شمال غرب البصرة بطول 300 متراً تقريباً، في قرية يقال لها: (خميسة)، وهو الآن يحمل اسم: (جسر الشيخ مجتبى) فاختفى خبر الافتتاح من شاشات التلفاز، وبادرت مديرية الطرق والجسور بتحريك دعوى قضائية في البصرة ضد الوزير بتهمة التدخل في شؤونها. .
في تلك الاثناء كان جسر (البتة) في محافظة بابل يشهد اختناقات مرورية متكررة، فبادرت وزارة النقل بالتنسيق مع نواب الحلة وبالتعاون مع المحافظة لإنشاء جسر عائم فوق نهر الفرات بموازاة جسر (البتة)، وهنا استعان المغرضون باللجان التعطيلية، فقررت اللجان رفض الفكرة بذريعة حماية البيئة المائية من الصدأ الذي قد تسببه الجنائب الفولاذية الطافية. .
اما الآن وبعد مضى أكثر من خمس سنوات على جسور البصرة، والتي لا تخضع لصيانة مديرية الطرق والجسور، فإن مجرد تعرضها لأي ضرر مهما كان بسيطاً، تشترك الابواق الإعلامية الرخيصة كلها في توجيه أصابع الاتهام إلى الرجل الذي كان وراء تنفيذها عام 2017. .
مشكلتنا مع تلك الأبواق ان العاملين فيها يؤمنون بفكرة شيطانية قائمة على ركيزتين منحرفتين:-

  • اما ان يكون صاحب المبادرة مدعوماً من الاحزاب ذات النفوذ السياسي القوي في الساحة. .
  • أو ان يكون سخياً في منح العطايا والهبات والإكراميات لإشباع رغبات المرتزقة. .
    وبخلاف ذلك فأنه سيواصل التغريد خارج السرب، وربما يصبح من المغضوب عليهم سياسياً. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط