بقلم _ عباس الزيدي ..
لابد لنا في بداية البحث من استعراض سريع لمجمل السياسة الامريكية والحروب التي خاضتها والنتائج التي اسفرت عنها ….
لعلنا بذلك نضع الاصابع على اهم نقاط الضعف والقوة سواء على المناورة السياسية او التكتيكات العسكرية
الحلقة الاولى
اولا السياسة الامريكية ومراحل الاستراتيجية والعقيدة الامريكية 1 سياسة العزلة والانزواء
سياسة جورج واشنطن، الذي اعلن الابتعاد عن أي تحالف دائم مع أي كيان من العالم الخارجي”، بسبب خشيته من عواقب الانجرار إلى صراع القوة بين الدول الأوروبية الكبرى
2_ مع اقتراب القرن التاسع عشر من نهايته، بدأت الولايات المتحدة تبرز تدريجيا كقوة عظمى على الساحة الدولية. رافق ذلك تخليها عن “الانعزالية”
واعلن جيمز مونرو، الرئيس الخامس للولايات المتحدة
(1817-1825) الذي كان قد تبنى سياسة معارضة للاستعمار الأوروبي في نصف الكرة الأرضية الغربي. في رسالته السنوية التي وجهها إلى الكونغرس في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1823، تحدث منرو عن أربعة مبادئ رئيسية: عرفت فيما يعد بمبداء وهي ..
●عدم تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للقوى الأوروبية أو في أي حروب تنشب بينها ● اعتراف الولايات المتحدة بالمستعمرات الأوروبية الموجودة آنذاك في نصف الكرة الأرضية الغربي وعدم تدخلها فيها
●لا يحق للقوى الغربية استعمار أي مناطق جديدة في نصف الكرة الأرضية الغربي في المستقبل ● أي محاولة تقوم بها دولة أوروبية للسيطرة على أي دولة في نصف الكرة الأرضية الغربي أو قمعها سينظر إليها على أنها عمل عدائي ضد الولايات المتحدة.
واعلن مونرو إن “العالم القديم” انتهى وهناك عالم جديد له نظام مختلف ويجب الفصل بين المحيطين
3_ في عام 1904، تحدث الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت عن حق الولايات المتحدة في التدخل لمواجهة الدول الأوروبية الدائنة التي هددت بالتدخل العسكري لتحصيل ديونها من بلدان في أمريكا اللاتينية.
والتزامه بعقيدة مونرو والقيام بدور الشرطي الدولي والذي عرف ذلك بـ “لازمة روزفيلت” وسياسة “العصا الغليظة” وقد استخدمها روزفلت لتبرير التدخل العسكري الأمريكي في بلدان تقع في منطقتي أمريكا الوسطى والكاريبي، بما فيها نيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وهايتي وكوبا.
4_الرئيس فرانكلين روزفلت (1933-1945) استخدم تفسيرات أقل حدة لعقيدة مونرو حيث استبدل دبلوماسية العصا الغليظة بدبلوماسية حسن الجوار مع استمرار تدخلها في امريكا الجنوبية
5_ عند اندلاع الحرب العالمية الثانية مارست واشنطن بادئ الامر سياسة الحياد ▪︎ ووقعت تحت تاثير انصار الفاشيست مثل اعضاء العصبة الجرمانية الامريكية بزعامة فريتزكوهن واصحاب القمصان الفضية بزعامة وليام دادلي بالاضافة الى انصار الجبهة المسيحية وجمعية كلوكس _ كلان ومجموعة انصار السلام مثل الاشتراكي نورمان توماس ومعهم زعماء الانعزال هويلر وناي والكولونيل ماك كورميك ووليم هيرست وهما من اكبر اصحاب الصحف الامريكية ومعهم بطل الطيران تشارلز لندبرغ يضاف اليهم مجموعة من العملاء لمصلحة النازيين كلهم كانوا معارضين لدخول امريكا الحرب لصالح الحلفاء وعملوا تحت لجنة (امريكا اولا) ▪︎
ومع ذلك استطاع روزفلت من تقديم المزيدمن المساعدات لبريطانيا ولدول اوربا▪︎ ثم اعاد النظر في قانون الحياد ▪︎
ثم انتقل من حالة الحياد الى حالة عدم العدوان ….!!!؟▪︎
وبذلك اقتربت امريكا من حالة الحرب حيث اقر الكونغرس في 11 اذار 1941 قانون الاعارة والتاجير وتقديم مساعدات غير محدودة من أسلحة وسفن حربية ترافق القوافل البريطانية التجارية في الأطلنطي▪︎
بعد ذلك جمدت واشنطن ممتلكات المحور في الولايات المتحدة وبعدها القناصل والصحفيون والهيئات السياحية ▪︎
وفي تموز واب من نفس السنة حلت القوات الامريكية محل الجيوش الانكليزية والكندية في غريلاند وايسلندا وتولت الدفاع عنهما ▪︎
وفي آيلول اصدر روزفلت امره لسفن حربية بالانقضاضعلى سفن المحورفي داخل منطقةالدفاع الامريكية
هكذا اقتربت الولايات المتحدة من الحرب يوما يعد يوم وهي تعلم ومدركه للسبب العميق والاستراتيحي لتصرفها في اللحظة الحاسمة ▪︎
وبعد ذلك اعلنت ميثاق الأطلنطي المبادئ الكبيرة لسياسة الديمقراطيات في العالم والذي سرعان ما انقلبت عليه ▪︎
6_ عهد كنيدي وفي
ازمة الصواريخ في كوبا التي كانت تنذر بحرب نووية مع الاتحاد السوفيتي انذاك
7_ مبداء جيمي كارتر
بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران
اعلن كارتر عن استخدام القوة العسكرية. وكانت جذور هذا المبدأ تعود إلى فكرة إنشاء “قوات التدخل السريع” للتدخل في منطقة الخليج وقد أنشئت قيادة عسكرية مستقلة لهذه القوة عرفت “بالسنتكوم لها ثلاث مهام
●وضع حدللتصرفات ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ، وكما ﺃﻋﻠﻥ زبيغينيو ﺒﺭيجنيسكي – مستشار الأمن القومي الأسبق ● ﻤﺴﺘﻌﺩﺓ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ الحيوية ضد الدول المنتجة للنفط في حال فرض حظر نفطي جديد كما حصل في منتصف السبعينات، ●_ وايضا ستكون مستعدة لحماية دول الخليج
8_ استمر الحال في عهد ريغان عندما اعلن عن مكافحة الشيوعية من افغانستان الى نيكاراغوا
9_ جورج بوش الاب والابن كانت لهما حصة الاسد
10_ من المكسيك اعلن ترامب عن هذه العقيدة مهددا بها فنزويلا وكوبا
11_ الرئيس بايدن على عهد سابقيه من الرؤساء وبداء يقترب من الحرب المباشرة مع روسيا تدريجيا التي تخوض حربا دفاعية في اوكرانيا
ثانيا _ الحروب التي خاضتها امريكا ….
1_ الحرب العالمية الاولى
بعد اكثر من سنتين ونصف شاركت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الاولى الى جانب الحلفاء بسبب حرب الغواصات وبسبب برقية مشفرة اعترضتها الاستخيارات الامريكية تدعم استرجاع الاراضي المكسيكية التي احتلتها امريكا ▪︎
هذه الحرب دفعت امريكا ان تكون في مصاف الدول الغظمى واحد اهم القوى الاقتصادية حيث حدثت أزمة مالية خانقة بسبب نفقات الحرب الباهظة فازدادت مديونية الدول الأوربية وتراجعت هيمنتها الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة الأميركية واليابان.
وايضا خرجت برؤيا لتشكيل عصبة الأمم، باقتراح من الرئيس الأمريكي ويلسون خلال عقد مؤتمر السلام في نياير 1919 بباريس، بحضور الدول المتصارعة وبذلك ساهمت الى حد كبير في هندسة العالم الجديد الذي سرعان ما انفجر في حرب عالمية ثانية قد اسست لها معاهدات الصلح التي كبلت المانيا بالعديد من القرارات المجحفة والمديونية العالية بحيث كانت احد اسباب الحرب الثانية
2_ الحرب العالمية الثانية
تعرضنا فيما سبق الى مراحل اقتراب ودخول امريكا في الحرب العالمية لصالح الحلفاء ايضا وخرجت من تلك الحرب وهي ثاني اكبر قوة عالمية مع الاتحاد السوفيتي ليشكلا نظاما عالميا ثنائي القطبية بعد ان تراجعت بريطانيا ملكة البحار وسوف يظهر لنا في طيات البحث مدى السياسة الامريكية المقصودة لتراجع بريطانيا وان الاخيرة تتحين الفرص لرد الصفعة الى امريكا
● يلاحظ في الحربين ان امريكا تدخل في اوقات مناسبة بعد ان تستنزف وتستهلك الاطراف المتحاربة وتدين لها بمبالغ طائلة
3_ الحرب الباردةاو الثالثة •
يذهب بعض المختصين الى تسمية الحرب الباردة بالحرب العالمية الثالثة التي خاضتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي سابقا _ روسيا اليوم _ والتي خرجت منها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لتسيطر على نظام عالمي احادي القطبية بزعامتها
4_ الحرب على الارهاب الشعار الزائف الذي رفعته (العالمية الرابعة) _ هي تلك الحرب التي غذت امريكا ودعمت واسست لكثير من أطرافها من تنظيمات ارهابية عالمية وسمحت بتمرير الكثير من الاحداث لتكون لها ذريعة لشن تلك الحرب كما حصل في احداث الحادي عشر من سبتمبر على غرار علمها المسبق في الهجوم الياباني على بيرل هاربر الذي اتخذته ذريعة لدخولها الحرب العالمية الثانية •
ورغم امتلاكها لجميع خيوط اللعبة في الحرب على الارهاب الا انها خسرت الحرب ولم تحقق ايا من اهدافها التي يمكن اجمالها بالتالي
● استباق حالة التآكل الكبير الذي تتعرض له في ميزان القوة العالمي وبالتالي بقائها على راس النظام العالمي ونجاح مشروع القرن الامريكي
● السيطرة على جميع موارد الطاقة والنفط والغاز والموارد الطبيعية والطرق البحرية في العالم وفرض هيمنتها الاقتصادية
● ضمان امن اسرائيل واندماجها في الشرق الاوسط وضرب جميع حركات التحرر المقاومة والرافضة للهيمنة الامريكية في العالم
● تنفيذها لمايسمى بمشروع الشرق الاوسط الجديد حسب رؤيتها وعملية التغيير الجغرافي والديمغرافي والديني والثقافي
وركزت انتشارها في مناطق غرب آسيا وفشل مشروعها ولم تحقق ايا من اهدافها
.. .. يتبع ……