بقلم : وسن الوائلي ..
يكاد يتشابه المنظر منذ تأسيس الدولة العراقية فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها وطريقة عيشها والمطالبات المتكررة بمساواة ليس لها وجود ولن يضمنها رجل في ظل انظمة سياسية ذكورية ومجموعة ضغط نسوية تعتني بثياب قصيرة وشفاه محمرة وشعور مصبوغة بألوان شتى وٱخر همها مايسمى المرأة التي هي في الحقيقة مادة للإستهلاك الإعلامي ووسيلة للكسب تعمل عليها منظمات نسوية محلية ودولية أو تحالف محلي دولي يرفع شعارات غير واقعية لتحرير المرأة أو واقعية ولكن ظروف ضمان تنفيذها غير متوفرة على الارض وتحتاج نوايا صادقة وكف عن الرغبة بتحقيق الارباح والكسب المادي والسفر والونسة على حساب كائنات منسية يسمونها النساء او لنقل كائن منسي يسمونه المرأة والأكثر فجيعة حين تتاجر بعض النساء المتنفذات، أو اللاتي دخلن ميدان كذبة الدفاع عن حقوق المرأة بقضية المرأة في العراق.
قلت: إن الشبه واضح وجلي بين النساء المعذبات قبل مائة عام ونظيراتهن في زمننا الحالي مع إختلاف شكلي في الصورة. والشبه واضح وجلي بين النساء مدعيات الدفاع عن حقوق المرأة قبل مائة عام ونظيراتهن الحاليات، فالمرأة قبل مائة عام لاتفهم الكثير عن حقوقها في مجتمع ذكوري متسلط، للرجل فيه لوحده القدرة والسلطة على التشريع والتنفيذ لقوانين يضعها كيف يشاء، وعلى طريقته الخاصة، ويتم تغييب المرأة عن دائرة صنع القرار، مع ظهور بعض الكيانات النسوية القريبة من النوادي الإجتماعية، والصالونات السياسية تدعي الدفاع عن المرأة يقودها ويديرها نساء برجوازيات يدافعن عن نساء محطمات، لايعلمن شيئا عما يجري، وهن مستغفلات، بل يعشن البؤس، بينما تدعي منظمات وهيئات المرأة انها وصلت لهن وإطلعت على أحوالهن في الريف والقرية والهور، ورأين حجم الأهمال والتخلف والأمية في صفوفهن، وبينما تربح تلك المنظمات، وترتدي نسوانها الثياب القصيرة، ويتمكيجن كما يشأن، فإن نساء الريف والأحياء الشعبية في المدن وفي المزارع والمعامل والبوادي يعشن ظروف قاسية تحطم الوجدان، وتبعث اليأس، وتهدد مستقبل كل واحدة منهن بمعاول الإحباط، والشعور بالهزيمة المطلقة التي لابديل عنها لأنها وفقا لثقافة المجتمع الموت الذي لابد منه.
المرأة العراقية خلال قرن من الزمان تغيرت تسريحة شعرها، وطريقة زينتها، وبدت اناقتها مختلفة، وتوهم البعض انها حققت مكاسب على الأرض، لكن الحقيقة إنها باقية كما هي، والفرق إن بعض المدافعات عنها يحصلن على إمتيازات ومنح، ويحققن حياة مرفهة وسعيدة، ويحصل ابناؤهن على تعليم عال وأسلوب حياة لامثيل له، بينما الخايبات وأولادهن فلاعزاء لهن ولهم.