بقلم : هادي جلو مرعي ..
نراقب عن كثب تطورات عدة في ملفات تتعلق بالعلاقات بين المكونات السياسية، والتصريحات التي تبدو في معظمها إستعراضية من شخصيات ناشئة سياسيا تحاول الوصول الى مرحلة التربع على عرش السياسة العراقية التائهة، عدا عن تصريحات مقلقة تبعث على الخوف من مستقبل غير ٱمن يطبع الوضع العراقي الهش والقابل للتفجير برغم الٱمال بتحولات كبرى محلية وإقليمية ودولية نراها في المجمل تصب في مصلحة العراق وليس الأوان أوان شرحها الٱن وفي هذه العجالة، لكن المهم خلق حالة من التفاهم والترابط والتلاقي بين المكونات الأساسية في الدولة العراقية. فالدول تحتاج الى تماسك سياسي وإستقرار أمني لتحقق نجاحا في ملف الإقتصاد والخدمات، وكسب ثقة المحيط الدولي الذي يتحسب في كل خطوة يخطوها لتعزيز سبل التعاون والإستثمار والدخول في السوق المحلية.
في المرحلة التي تلت الدخول الأمريكي الى العراق اصبنا بالصدمة وخيبة الأمل نتيجة تدخلات خارجية، وما ظنناه صراعا طائفيا مقيتا ومايشبه الحرب الأهلية جعلت غالب العراقيين يظنون بلدهم ذاهبا الى الهاوية السحيقة، ولاأمل في النجاة، والعبور الى المستقبل الأفضل، وبدا التنافس السياسي والخلافات بين المركز والإقليم يشكلان هاجسا مقلقا خاصة مع مواقف وتصريحات تتقاطع حيث أظهرت نقاشات الموازنة تباينا في الرأي، وخلافا في قضايا عدة، ومن بينها مخصصات الإقليم، وحقوق مواطني كردستان.
سمعنا الكثير من التصريحات المتشنجة، والحاجة كانت ماسة للتهدئة، وعدم الإنسياق وراء تصريخات يطلقها البعض تعيدنا الى مرحلة التشكيك والقلق إن ماكان يحدث في العهد الدكتاتوري لم يكن نزعة فردية، بل يمثل إتجاها عاما لأي نخبة سياسية تتخذ منه سبيلا للترويج لها، وإستقطاب الجمهور خاصة وإن بعض التصريحات من أطراف كردية أكدت وبصراحة هواجس خوف وصلت الى حد وصفها بالحال التي كانت على عهد النظام السابق حيث كان الثمن الموت والتهجير والحروب التي لم تنته، وتسببت بمزيد من الألم لفئات عدة من الشعب العراقي وقومياته التي دفعت الثمن جسيما ولأننا في دولة بنيت على أسس ديمقراطية فينبغي التأكيد على مواقف الٱباء المؤسسين للدولة التي إنبثقت بعد العام 2003 وهي شكل من أشكال الحكم التشاركي الذي لايستثني فئة إجتماعية، ولامكونا من المكونات، وإذا ماحدث خلاف ما فلابد من التأني، وعدم التسرع لأن الحاجة الى بناء الدولة، والمضي قدما في العملية السياسية ليست مجرد رغبة سياسية، بل هي ضرورة، وقد أسست العلاقة بين أربيل وبغداد على أساس التشاركية في صناعة القرار، وغالبا ماتكون السجالات السياسية معطلة لمصالح الناس، وحتى مع عدم القناعة ببعض المواقف يبقى الأهم هو الركون الى بعض، والحديث المباشر، وعدم التسرع، ومغادرة فكرة التكسب السياسي التي يعيشها سياسيون شبان يحاولون التمرد على الٱباء المؤسسين للدولة الجديدة الذين واجهوا المحنة سوية في مراحل تاريخية صعبة.