بقلم: سمير داود حنوش ..
تحركات السفيرة الأمريكية المشبوهة والبعيدة عن كل الأعراف الدبلوماسية خارج أسوار المنطقة الخضراء يوحي أن تلميذة ال(CIA) تنوي القيام بعمل ما في المشهد السياسي العراقي.
مصيبة الذين حكموا العراق بعد عام 2003 أنهم وبعد أكثر من عشرين عاماً بالسلطة والنفوذ لم يكتسبوا خبرة التفريق بين الصالح والطالح أو فرز الخيط الأبيض من الأسود.
لازال السياسي في المنطقة الخضراء يتقمّص شخصية ذلك المُعارض الذي كان يخشى حتى من ذِكر إسمه الصريح أيام منفاه، حيث لم يُدرك أن السلطة تفرض عليه أن يكون سيد القرار في بلده.
عشرون عاماً من الإحتلال لم تفرز السياسي صانع القرار بل ظلت أغلب الشخصيات التي تتسيّد المشهد السياسي رهينة الإنهزام والتردد وكأن ذلك الإحتلال والخنوع كان قابعاً في شخصيته المهزومة قبل أن يجثم على صدور شعبه.
ظل السياسي العراقي رهيناً لإنهزامه وهروبه من أرض الواقع بالرغم من كل الفرص التي أُتيحت له ليكون قائداً وملهماً للشعب لكن يبدو أن الطبع يغلب التطبّع.
التغيير الناعم هو السيناريو الأقرب للعراق بعيون أبسط مواطن يمكنه أن يصف المشهد العراقي، فكيف لا تراه عيون السياسي المُتزعم؟.
خطيئة العراق في الحُكّام الذين دائماً ما يعيشون حالة الخوف والضعف حتى بعد أن أصبحوا أصحاب قرار وسلطة، ربما يعود ذلك إلى ما تعلمناه في دروس الحياة أن الرجل غير المناسب في المكان الغير مناسب أيضاً.
أفعال رومانوسكي (المقصودة) في العراق لا تؤدي إلا لطريق واحد هو زوال هذا البلد تاريخاً وشعباً وحضارةً حيث لا يمكن التفسير عكس ذلك القرار الذي يستنتجه الشعب قبل السياسي الغارق في ملذاته.
الإستنتاجات تتوالى بعد المحاولات الأمريكية الأخيرة من أجل نشر الرذيلة والفُحش في المراكز العلمية والجامعات العراقية وبذخ الملايين من الدولارات لدروس تعليم الشذوذ والإنحراف الأخلاقي من أجل إسقاط راية التعليم والأخلاق في آن واحد وتفتيت المنظومة المجتمعية للعراقيين من خلال نشر مسببات الإنحطاط.
سياسة البعض من ساسة العراق أمام رومانوسكي تُميط اللثام أن أغلبهم ليسوا برجال يصلحون للقيادة أو للسلطة بل مجموعة من المنتفعين والمرتزقة الذين لا يهمهم سوى مصالحهم ومنافعهم حتى ولو أدى ذلك إلى إحتراق البلد.
لا يدرك هؤلاء أن الإنقلاب الناعم الذي يسير بهدوء بقيادة رومانوسكي سيأخذ إعصاره كراسيهم التي يجلسون عليها، حينها لن يجدوا كرسياً يستوعب سلطتهم.
بارقة أمل أن ترى بين الحين والآخر رجالاً يجاهرون بالرفض لسياسة رومانوسكي وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للعراق، لكن لنحصي أعداد هؤلاء، وكم منهم من يقول (لا) لرومانوسكي سوى ذلك العدد الضئيل.
يعتقد البعض أن إستسلامه وتردده أمام الفيضان القادم دون مواجهة سيمنحه الفرصة لعبور ذلك الإعصار، لكنه واهم حيث إن الإستسلام والتخاذل لا يُجديان مع ذلك القادم، عسى أن يفهموا الدرس قبل أن تسحقهم رومانوسكي.