بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
قررت وزارة النقل التركية ادخال تعديلات جديدة على رسوم مرور السفن التجارية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل وذلك إبتداءً من اليوم الأول من شهر تموز المقبل. بزيادة قدرها 8 % وستشمل الزيادة جميع السفن التجارية المتحركة بين البحر المتوسط والبحر الأسود. وذلك عن قيمة الخدمات التي تقدمها تركيا للسفن العابرة، والمتمثلة بصيانة المنارات والرادارات، وشبكة الاتصالات، والتسهيلات الإنسانية والصحية والملاحية، بموجب بنود اتفاقية مونترو الموقعة في عام 1936. وهذا يعني ضمان تحقيق زيادة في الواردات بنحو 900 مليون دولار، سوف تضاف إلى الخزانة التركية، أي بزيادة تقدر بنحو 5 أضعاف قيمة الإيرادات الحالية. .
واشارت البيانات التركية الرسمية: أن إجمالي عدد السفن المارة في مضيقي البوسفور وجناق قلعة (الدردنيل) التركيين في عام 2019 كان بحدود 84 ألفا و 871 سفينة، حيث بلغ عدد السفن المارة عبر مضيق البسفور في إسطنبول: 41 ألفا و 112، بينما بلغ عدد السفن المارة بمضيق جناق قلعة: 43 ألفا و 759. في حين وثقت سجلات الحوادث في مضيق البوسفور عام 2019 ما مجموعه 15 حادث تصادم، و 141 حالة تعطل للسفن، وسجل مضيق جناق قلعة في العام نفسه نحو 9 حوادث تصادم، و 222 حالة تعطل للسفن. ورست بالموانئ التركية 14 ألفا و 974 سفينة من السفن المارة بالبوسفور، و 17 ألفا و 575 سفينة من السفن المارة بمضيق جناق قلعة. .
وفي ضوء ما توفر لدينا من بيانات موثقة في سجلات عام 2019. يمكننا الجزم بزيادات مضطردة في تعداد السفن العابرة بالمضيقين في الاعوام اللاحقة. ولا علم لنا بطبيعة الحوادث التي وقعت في السنوات من 2020 إلى عام 2023. .
وبات من المؤكد ان الرسوم المشار اليها في الاعلى ستشهد تعديلات جديدة في السنوات القادمة، لكنها سوف تكون أقل وأخف وطأة بعد إتمام تنفيذ مشروع قتاة إسطنبول الثانية، وذلك بغية تحقيق متطلبات الجذب والانسيابية والتوافق بين القناتين المتجاورتين، وربما تتبنى تركيا نظاما ملاحياً إلزامياً لتنظيم حركة مرور السفن في قناة إسطنبول الجديدة وفي قناة البوسفور القديمة توخياً لتحقيق اعلى معدلات السلامة والأمان. .
فزيادة الرسوم أو تخفيضها تتحكم بها خطوط الشحن البحري، وتحكمها مؤشرات الجذب والتشغيل، وتعتمد أيضاً على كثافة السفن العابرة، وحجم الخدمات الملاحية المقدمة لها. والظروف السياسية والاقتصادية السائدة في المنطقة. ناهيك عن تداعيات الحرب والسلام والأمن والأستقرار. خصوصا بعد اندلاع الحرب في اوكرانيا، وتزاحم الأساطيل الحربية في البحر الأسود.