بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
يقولون: حدث العاقل بما لا يُعقل، فإن صدّق فلا عقل له. فعلى ذمة الصحافة المصرية ومزاعمها التي اتهمت بالتلميح والاشارة والغمز واللمز كل من قطر والسعودية بتجنيد قطعان القروش المفترسة وتدريبها، ومن ثم توجيهها من مسافات بعيدة لتنفيذ غارات ارهابية مبرمجة ضد الشواطئ والبلاجات، وإلحاق الأذى بالسواح والوافدين، الأمر الذي اضطر رجال خفر السواحل إلى رفع درجات اليقظة والحذر إلى المستوى الذي يؤهلها للتعامل بقوة مع القروش الشرسة العابرة للبحار والمحيطات. وربما تلجأ وزارة البيئة هناك إلى تلقيح أسماك البحر الاحمر وتطعيمها تحت الماء للوقاية من عدوى الفيروسات المختبئة في زعانف القروش الخليجية. .
فالمزاعم الاعلامية المثيرة للسخرية توحي بوجود قواعد ومراكز للتدريب في شعاب خور قطر لتدريب الدلافين والحيتان والسلاحف، وتوحي بوجود تنظيمات سمكية سرية ذات طابع سياسي متطرف. وهذا يعني الاستغناء عن الغواصات والفرقاطات في العمليات التعبوية. .
المثير للدهشة ان القرش الذي التهم السائح الروسي كان من فصيلة (النمر). . والنمر عائلة معروفة في الرياض تنتمي إلى قبيلة الدروع من آل زيد من بني حنيفة بن بكر بن وائل. وهذا يعني ان التهمة ملتصقة بالسعودية 100%. من هنا بات من غير المستبعد اتهام العواصم الخليجية الاخرى بإيوائها للقروش وتزويدها بجوازات سفر برمائية تسمح لها بعبور مضيق هرمز والاختباء في خليج عمان بانتظار ساعة الصفر ومن ثم الانطلاق نحو الاهداف الإستراتيجية المرسومة. لكن الثابت لدينا ان اشقاءنا في الخليج يتمتعون بمهارات عالية في تدريب الصقور والنسور وطيور الحمام الزاجل، وربما يأتي اليوم الذي نشهد فيه هجمات منظمة ضد طائرات Egypt Air وعرقلة مسارات رحلاتها الجوية. فالذي ينجح بتجنيد القروش سينجح حتماً في تجنيد الصقور. .
حتى رمال الصحراء أضحت متهمة، فالعاصفة الترابية التي ضربت الموانئ المصرية يوم الخميس الموافق 2 / 6 / 2023 وتجاوزت سرعتها 50 كيلومتراً في الساعة، وأمواج تجاوز إرتفاعها 4 أمتار، كانت قادمة من صحراء الربع الخالي، وهذا يعني تورط السعودية واخواتها في إثارة الزوابع والعواصف والأعاصير. . اللهم أكفنا شر القروش والوحوش والبغال والجحوش. و حوش بيتنا خوش حوش، وحوش خميس خوش حوش، وحوش خزعل خوش حوش. . .