بقلم: وسن الوائلي ..
لم يقل أحد ما إن فعل إقتحام السفارات حق مقدس لهذه الجهة أو تلك لكن أن يكون التعدي الفاضح على القرآن وحرقه فعلا مشروعا في القانون السويدي وهو كتاب يمثل مئات ملايين البشر وعشرات الدول ودون إحترام لهم بينما يمثل إقتحام سفارة أو التظاهر عندها جريمة يعاقب عليها القانون وفعلا يستحق العقوبة فهذا هو النفاق بعينه الذي يتبجح به المنظرون والذين يستهويهم الإنبطاح للغرب بكل مافيه من مساويء وسوء وإنحطاط بل وجبن وتجاهل للحقائق في وقت بدا واضحا مدى الإسفاف في ممارسة الحريات التي تتحول الى عبودية للشيطان والاهواء السياسية والانحراف عن جادة الصواب ويكون القرآن هدفا للشاذين والمجانين بينما توفر لهم الشرطة كامل الحماية والحصانة اللازمتين لممارسة هذا الفعل البغيض والشنيع وغير المبرر مطلقا وهو مايستدعي الشجاعة في الرد وحزما في التصرف لردع من تسول له نفسه التجاوز على كتاب الله ومقدسات المسلمين علما إننا لانجيز التجاوز على أي كتاب مقدس او شريعة سماوية حتى مع إيماننا بأن الإسلام هو الدين الوحيد الحق وفقا لمعادلة القرآن الكريم( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ).
للمرة الثانية تتكرر محاولة حرق القرآن من قبل معتوه يعلن ذلك بوقاحة مفرطة وبوقاحة اكبر تعلن السلطات السويدية سماحها بذلك ويزيد المعتوه على فعله فعلا آخر شنيعا وهو حرق العلم العراقي في ظاهرة بدأت تنتشر في بلدان غير مسلمة بدأت تنحرف وبقوة عن مسار الطبيعة والفطرة الإنسانية وللمرة الثانية وفي محافظات العراق المختلفة يخرج الصدريون نساءا ورجالا في هبة واحدة مشددين على قدسية كتاب الله ودينه ووحدانيته في مواجهة شرذمة من دول منحرفة ومجموعات بشرية يستهويها الشذوذ والانحراف والسقوط في الرذيلة والضياع الفكري والعقائدي والنفسي وقد توجه الصدريون الى مبنى السفارة السويدية في العاصمة بغداد معبرين عن موقف وطني واخلاقي وعقائدي رافض لهذا الفعل الشنيع وقد أثبت ابناء الخط الصدري شجاعتهم الواضحة ورسالتهم الإعتبارية إن القرآن له من يدافع عنه مثلما أنهم يحترمون الكتب السماوية كافة وديانات وعقائد الناس ولم يتعدوا في يوم على دين أو مذهب أو كتاب مقدس، وبهذا الفعل لم يكن الصدريون يعبرون عن وجود فرداني مستقل بل هم يعلنون إندماجهم مع مشاعر الرفض للعدوان على القرآن أيا كان من يقوم بالعدوان وحتى لو وقفوا لوحدهم في الميدان يتفرج عليهم إخوانهم وابناء جلدتهم ويتندرون عليهم وكأنهم يريدون أن يقولوا عنهم إنهم يخالفون القانون.
الصدريون هنا يطرحون تساؤلا وكأنه إستفتاء للجمهور المسلم وغير المسلم ممن يحترم كتب السماء جميعها وكل عقائد البشر : أيهما أكرم ، القرآن أم السفارة؟ فالقرآن يمثل مئات ملايين المسلمين بينما السفارة فتمثل دولة واحدة وهي دولة مارقة متعدية آثمة لاتقيم وزنا للعلاقات الدولية ولا ترعى حرمة لمقدسات الشعوب وكأنها تتبجح بذلك وتتطاول على كل إنسان وتريد تغيير موازين الكون والطبيعة الفطرية التي جعل الله عباده عليها وأراد لهم أن يحافظوا عليها ويحترموها ويضحوا من أجلها ويقوموا بما عليهم في سبيل ذلك وعلى الجميع أن يتعايشوا لاأن يفرضوا شروطهم وثقافتهم وحتى إنحرافهم على شركائهم في الكوكب الذي يواجه تحديات الفناء والدمار بسبب سلوكيات دول وأفراد وسياسات الطاقة والاقتصاد والحروب ومايؤدي أليه الاستخدام السيء للموارد ومانراه من تغير مناخي دليل دامغ على ذلك،،،، لم يعد مقبولا الإستمرار في هذه السياسات القذرة التي تتمثل بعدوانية مقيتة وإستهتارا بكل القيم وإذا كان هناك من إختار الصمت والمجاملة فالصدريون ليس من طبعهم المجاملة.