بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
خطر داهم يهدد الأطفال في المدن والقرى والأرياف. وجرائم وحشية متكررة لا تتحدث عنها الصحف والفضائيات، ولا تحذر الناس منها على الرغم من توسع النشاطات الإجرامية للعصابات المتخصصة بسرقة الأطفال وبيعهم في معظم بلدان العالم، بضمنها البلدان التي نعيش فيها. .
اللافت للنظر ان عمليات خطف الاطفال بمختلف الأعمار، أو شراءهم من الوالدين، ومن ثم المتاجرة بهم، آخذة بالتوسع والانتشار، وتحظى الآن بدعم القوى العظمى لأسباب ودوافع شديدة الغموض. أو ربما مسكوت عنها. وتهدف إلى :-
- بيعهم لأسر محرومة من الإنجاب. .
- أو تجنيدهم لتنفيذ العمليات الانتحارية والقتالية في صفوف الميلشيات الارهابية. فقد جرى تجنيد أكثر من 93.000 طفلاً للمشاركة في صراعات مسلَّحة حول العالم للمدة من 2005 إلى 2020. .
- أو توظيفهم في أوكار الدعارة وتوزيع المخدرات خلافاً لبنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأطفال بشأن بيعهم واستغلالهم في البغاء وفي المواد الاباحية. .
- أو إخصاءهم واستعبادهم للعمل المجاني في الخدمة المنزلية. .
- أو توظيفهم للعمل بالسخرة وممارسة الكُدية والتسول. .
- أو بيع أعضائهم لمختبرات تستعملها كقطع غيار بشرية. .
تجري قرابة ربع عمليات الاتجار بالبشر على مستوى العالم داخل قارة أفريقيا، والربع الآخر في شبه القارة الهندية، وتتقاسم الصين وجنوب شرق آسيا الربع الثالث، وتشترك بقية بلدان العالم بالربع الأخير. .
تتراوَحُ أسعار الأطفال في أفغانستان من 1000 إلى 2000 دولار. حسْبَ الطفلِ وحسب رغبةِ المُشتَرِي. وتتراوح أسعارهم في المملكة المغربية بين 1200 و 6000 يورو، ويتقاضى المهربون في الغابون بين 150 إلى 230 يورو شهرياً عن كل فتاة قاصرة. وفي سويسرا يصعب الوصول إلى العدد الحقيقي للأطفال الذين بيعوا في مزادات علنية بعلم الحكومة. في حين لجئت بعض الأسر لبيع أطفالها عن طريق دكاكين تديرها عصابات أوروبية ضالعة ببيع صغار السن. اما في امريكا اللاتينية فتُعد تجارة الأطفال من الفصول المظلمة في تاريخها. وظلت تجارة بيع الأطفال رائجة هناك حتى يومنا هذا. .
وسنتناول في مقالة لاحقة المؤلفات والأفلام التي انتجتها المؤسسات الدولية لمكافحة العصابات المتورطة في هذه التجارة اللاإنسانية. . .