بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تكاثرت الخروقات وتعددت الانتهاكات الإدارية في ظل ديمقراطية المحاصصة الحزبية. فتعرضت معظم الوزارات إلى هزات عنيفة بقوة 900 درجة بمقياس عدنان أبو الضلوع. وعصفت بها رياح الخماسين فنسفت هياكلها الهرمية من القمة إلى القاعدة، وبالطول والعرض، ثم اكتسحتها مؤشرات القرود المتقافزة من أدنى إلى فوق. .
لدى الوزارات الآن مدراء جرى تنصيبهم بقوة السلاح، فتسلقوا مواقعهم العليا بسيوف الفاتحين وخناجر الطامعين، ومدراء بلا شهادة، أو بشهادات مزورة من إنتاج سوق مريدي، ومدراء بلا أساس ومن خارج الاختصاص، لا تنطبق عليهم شروط التوصيف الوظيفي، ومدراء منزوعي الدسم، ومدراء بصلاحيات نفاثة بمقدار 3 ماك فوق حاجز الصوت، ومدراء يتلقون توجيهاتهم من قيادات غير مرئية، ومدراء من عصر البرامكة يعملون باسماء مستعارة. . .
تركيبة عجيبة وغير متجانسة، حمل فيها بعض المدراء شعارات التمرد والانفصال، وجنحوا بها خارج القطاعات المهنية، حتى وصل الغلو ببعضهم إلى التمتع بمزايا الحكم الفردي والاستقلال الذاتي، والتطاول على الوزراء، بينما تحولت بعض الأقسام والإدارات إلى مقاطعات مملوكة بالكامل (سرقفلية) لحساب مكاتب اقتصادية بعينها. تأمر وتنهي على هواها، وتتعاقد وتفسخ العقود كيفما تشاء وحيثما تشاء. لا اكتمكم سراً. بعض الوزارات تنازلت طواعية عن تشكيلاتها البعيدة بلا وجع راس. الما تشوفه العين تسلاه القلوب. .
كانوا يسألوننا في الامتحانات النهائية عن أسباب سقوط الدولة العثمانية ؟. فنقول لهم بسبب:-
- تفشي الفساد.
- وضعف الجيش الانكشاري.
لا شك اننا تجاوزنا هذه المرحلة بعشرات السنوات الضوئية، واصبحت بعض هيئاتنا وشركاتنا تُدار بطريقة أمراء الطوائف في دولة الاندلس قبل انحسار الحكم العربي من القارة العجوز، وتُدار أحيانا بطريقة القبائل المغولية، أو بطريقة الجندرمة في معسكر محمد العاگول (العاگوب). أو بطريقة توم وجيري، وبوجي وطمطم. سيما ان الطمطمة باتت من أهم أدوات التستر الوظيفي في التعامل بالمثل بين مافيات الخراب. .
و طار بالهوا شاشي، وانت ما تدراشي. حكم الهوا ماشي. حكم الهوا ماشي. .