بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
قبل الخوض في الحديث عن تدهور الأخلاق الرياضية في أندية كرة القدم المصرية على الصعيدين المحلي والإقليمي. لابد من استذكار الاخلاق الرياضية الراقية التي حفرها لاعب الجودو المصري (محمد رشوان) في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984. كان رشوان مرشحاً وقتذاك بكل جدارة واستحقاق لخوض النزال النهائي ضد خصمه الياباني (ياماشيتا). وكان يعلم ان (ياماشيتا) مصاباً بقطعٍ فى الرباط الداخلي للركبة اليسرى، وبإمكان رشوان الفوز بالذهبية بلا عناء. لكنه تحلى بأخلاق الفرسان، ورفض استغلال إصابة خصمه. بل انه سمح للياباني بالفوز. .
سأله الصحفيون: لماذا لم تستغل ضعفه وتحقق الذهب لبلدك ؟. فقال لهم: ان دينى يمنعني من ضرب خصمي الجريح. .
في هذه اللحظة وقف العالم كله مذهولاً أمام نبل اللاعب المصري ورجولته. فكرمته منظمة اليونسكو على تلك الأخلاق العظيمة، واختير كصاحب أفضل أخلاق رياضية بالعالم، ومنحته اللجنة المنظمة ذهبية فخرية لكونه يستحقها فعلاً، وذاع صيته فى العالم كله، وكرمه اليابانيون بشكل خاص واستقبلوه كملك متوج. .
لكننا شهدنا هذه الأيام سلسلة من المواقف اللا اخلاقية في الملاعب المصرية تكررت بشكل مخجل. ونستعرض معكم بعض المشاهد المؤلمة:-
- لاعب مصري (حسام عبد المجيد) يتصرف بكل صفاقة، ويرفض مصافحة رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، بعد نهاية لقاء مصر والمغرب في نهائي أمم أفريقيا تحت سن 23 عاما. .
- لاعب مصري آخر (مصطفى سعد) يصيب مشجعة مغربية بقارورة ماء، ويشعل غضب رواد مواقع التواصل. .
- مدرب نادي الزمالك (مدحت عبدالهادي) يعتدي على طفل مغربي فقير من جامعي الكرات. .
- لاعب مصري (عبد الرحمن عاطف) يعتدي بالرفس على جامع كرات مغربي. .
- لاعب مصري متهور طائش (حسين الشحات) يتصرف بروح عدوانية مستذئبة، فيصفع المدافع المغربي في نادي بيراميدز (محمد الشيبي)، ويشتمه على رؤوس الاشهاد. في تصرف همجي نقلته الفضائيات والمواقع الدولية. .
- تصدر رئيس نادي الزمالك (مرتضى منصور) قائمة الشتائم البذيئة ضد الشخصيات الرياضية والسياسية والعامة، بألفاظ جارحة ظل يطلقها على الهواء وبلا حياء حتى وقت قريب، وشمل بلغته المبتذلة الآباء والأمهات والأبناء والأحفاد. .
ختاماً يؤسفنا ان يصل الحال بكرة القدم المصرية إلى ممارسة هذه السلوكيات المرفوضة. والتي تتطلب إنشاء معاهد تربوية ومصحات عقلية تتولى تقويم وتقييم اخلاق الرياضيين، الذين اساءوا إلى مصر، واساءوا إلى الرياضة نفسها. .