بقلم: جعفر العلوجي ..
ربما لا تكفي النوايا الطيبة من اتحاد كرة القدم بالاقوال فقط حول اتباع الية سارية المفعول عالميا لانعاش مقاعد المتفرجين واعادة الحياة الى الملاعب مجددا ليس فيما يخص الاندية الجماهيرية فقط بل لتحويل التجمع الجماهيري الى كرنفال حقيقي تحضره العوائل والنساء والرجال على حد سواء وهذا الاسلوب كفيل بمردودات مالية هائلة ستكون خير عون للاتحاد والاندية معا على تجاوز الاعباء المالية فيما لو تم التعامل مع هذا الملف بمهنية حقيقية اسوة بدول العالم الاخرى ، وليس لجني الاموال من ملاعب ومدرجات لا تصلح للجلوس ، وهنا لايكفي القاء الكرة في ملعب وزارة او مؤسسة او اندية للتملص من الضغط الاعلامي الذي اخذ يشخص الاخفاقات بدقة وسرعة متناهية.
ان العمل بما يتناغم مع مصالح الأندية وكذلك رفع أسعار تذاكر المباريات حسب المزاج ومصلحة الاتحاد في الوقت الذي يعاني جمهور الكرة من الوضع الاقتصادي المتردي قد يؤدي الى نتائج عكسية جدا وعزوف جماعي، وقد يكون هدف البعض قمع الجمهور الأخر وليس حرصا على اللعبة، وفي ضوء المخلفات التي ظهرت على السطح مؤخرا بات اتحاد الكرة مطالبا باستباق الاحداث، وأصبح تدخله وحسمه لبعض المواضيع ضرورة ملحة وأن لا يترك الحبل على الغارب وبالتالي تتضاعف المشكلة، وفي حال لم يقم بفرض رأيه ورؤيته وبقي الوضع على ما هو عليه فسيجلب لنفسه المتاعب في ظل اختلاف الأندية فيما بينها في اشياء كثيرة، واعتقد ان التجربة الخليجية الماثلة للعيان في دعم الملاعب والجمهور والاندية متوافرة ويستطيع الاتحاد عبر لجانه الاطلاع عليها ويرى كيف انعشت الملاعب التي صارت قبلة للجمهور في جميع الاحداث كما ان التجربتين المصرية والاردنية هي الاخرى على المحك وتعد احد روافد تمويل الاندية والاتحادات بنسبة كبيرة لو اتبعت وسائل الترغيب والاسلوب السياحي المنظم في الدخول وتحويل الملاعب الى منتجع يفي بجميع المتطلبات حتى في حال عدم وجود مباريات عبر استثمار موجوداته من قاعات ومجمعات رياضية واضافة كل ماهو مطلوب
فالتسويق الرياضي ما هو إلا استطلاع الرأي والاتجاهات السائدة في السوق ومن ثم توجيه المنتجات والخدمات الرياضية لتتوافر مع تلك الاتجاهات ويعرف أيضا بأنه مجموعة من الجهود والأنشطة المستمرة والمتكاملة التي تسهل وتصاحب انتقال السلع والخدمات والأفكار من مصادر إنتاجها إلى مشتريها وبما يؤدي إلى تحقيق الأهداف والمنافع الاقتصادية والاجتماعية للمستهلك والمنتج والمجتمع.
إن الحضور الجماهيري للمباريات الرياضية سواء من الملاعب أو من خلال التلفاز أو حتى من خلال وسائل الإعلام الأخرى من صحف وإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام دفع بالكثير من رجال الأعمال والشركات التجارية الكبرى للاستفادة من الرياضة، وللحقيقة فقد قفزت الرياضة قفزات واسعة خلال العقود الأخيرة في مجال الدعاية والتسويق فتنوعت الأساليب وتطورت الوسائل الإعلامية في الرياضة مما كان له الأثر الكبير في المسيرة الرياضية لقد وجدت الشركات التجارية أن أفضل وسيله إعلانيه هي من خلال الإعلام الرياضي، حيث وجدت أن ارتباط المنتجات التجارية بالرياضيين المشهورين أو الأندية المشهورة له تأثير أكبر بكثير من الوسائل الإعلامية التقليدية. فالإعلام الرياضي الصحيح هو الذي يعطي مساحة للشركات الداعمة أو المسوقة ويعطي مصداقية أكبر لتلك الشركات، وترسخ في عقول الجماهير لمدة أطول. إن الوسائل الإعلامية المحلية المختلفة لا تزال بعيدة عن تشجيع الشركات الراعية، فهي تتحفظ في كثير من الأحيان عن ذكر الشركات الراعية أو الشركات المسوقة، مما أبعد الكثير من الشركات عن السوق الرياضي وأوقفها عن الدعم للاتحادات والأندية واللاعبين.