بقلم: حسن المياح – البصرة ..
السياسي العراقي الحاكم المتسلط ومنذ عام ٢٠٠٣م ، هو حية أم رأسين . رأس يسعى ويلدغ … ، ورأس يعض ويقضم ويزدرد ويبلع ، وهو ذو معدة حيوان مجتر يلقف ويجمع ويخزن ما يلتهمه ، ثم بعد ذلك يبدأ يمضغه إجترارٱ بعضٱ تلو بعض ، ويبلعه وجبات ، وهو المدخر ما يتبقى إنتظار ساعة مضغه إجترارٱ ….
وإذا سألتني ، هل هذا الوصف يشمل كل الحاكمين السياسيين المتسلطين الذين حكموا العراق منذ عام ٢٠٠٣م ….. أقول لك أن السياسي هو {{ حية }} ، بما هي الحية عليه من طباع وسلوك … فإفهم ؟؟؟
والسياسي العراقي الحاكم المتسلط —- لما هو حية —- فله أنياب لا يعييها شيء ، ومعدة لا يعجزها قضم . وهو من أجل ذلك لا يتعب ، ولا يبلغه الجهد مهما يحاول من أمر ، ومهما يتكلف من مشقة . وهو لا من أجل ذلك لا يرضى مهما حقق من مناصب وغنائم ، ومن مكاسب محاصصات ، ولا يقنع مهما يبلغ من أرب …. وهو لا يمضغ دائمٱ ؛ ولكنه يمضغ حينٱ ، ويزدرد أحيانٱ ، ويهضم على كل حال …
والسياسي العراقي الحاكم المتسلط —- لما هو حية —- فله صفير يؤذي ، وله فحيح يخيف …. مما يبعثه الى الطمع ، ويحركه إغراءٱ لدعوة الغنيمة الفريسة الى القضم والهضم ، ولما يقضم بشدة ونهم وشراسة …. تسمع من الشعب العراقي المظلوم المنهوبة ثرواته ، صياحٱ منكرٱ ، وجئيرٱ بشعٱ ، لما يرى هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره —- لسكوته وخنوعه وتجميد قدراته وقابلياته ، وإماتة إرادته وشل ضميره وتفكيره —- زاده يسرق ، وقوته ينهب ، وهو المسروق في وضح النهار ، وعلى مرٱى ، ومسمع ، ومشاهدة …
والسياسي العراقي الحاكم المتسلط —- لما هو حية ، تشبه حية الجاحظ التي ينسبها اليه الصقالبة ، التي تلتف على البقرة الحلوب إلتفافٱ ، حتى تبلغ ضرعها ، فترضعه في نهم وشره ، وما تزال تشرب ما فيه من لبن ، حتى تمتليء ، وتنتفخ ، وتتراخى ، وتستلقي شبعانة تخمة ، سكرانة من كثرة الشرب ، ولكنها تضطر الفريسة ( البقرة ) الى الهلاك —- هو من خلال إستيلاءه على المنصب ، ومن خلاله ، يلتف على الغنيمة ( التي هي ثروات العراق المتوفرة تحت سلطان ذلك المنصب ) ، وينهبها كلها ، ويسرقها جميعها ، ويترك مكانها قاعٱ صفصفٱ ، ويضطر الشعب العراقي الى الجوع والفقر ، ويجعلهم في مسغبة وحرمان ، ويرسلهم الى حتوف أنفسهم أمواتٱ من مسغبة ومجاعة ، وحرمان وٱلام ….
فالسياسي العراقي الحاكم المتسلط —- لما هو حية —- فإن عيش الشعب العراقي معه ، هو عيش مساورة الحيات ، لا يؤمن منه ، ولا يؤتمن ، ولا يصادق ولا يعادى ، ولا يطمئن اليه ، ولا منه يستراح ، وهو البلاء والوباء الذي أصاب الشعب العراقي منذ عام ٢٠٠٣م ، وهو الإمتحان الصعب الإبتلاء الذي أبتلي به الشعب العراقي لما هو السياسي عليه من صفير وفحيح ، ومن سم ناقع وقضم متكرر لا يهدأ ، ولا يستريح ….
وهذا يذكرني بما أنشده النابغة الذبياني من بيت شعر ، يقول فيه :
فبت كأني ساورتني ضئيلة
من الرقش في أنيابها السم الناقع
نسأل الله سبحانه وتعالى المنتقم الجبار ، القادر القاهر ، أن ينقذنا ، ويخلصنا من السياسيين العراقيين الحاكمين المتسلطين الأشرار وشرورهم ، ويهلك نفث سمومهم الناقع لما هم الحيات ذات الصفير والفحيح …. إنه سميع مجيب …..