بقلم: حسن المياح – البصرة ..
كتاب { كليلة ودمنة } لمصطفى صادق الرافعي ، الذي جاء على غرار ، وشكل ، وطراز ، ونموذج الكتاب الأصل { كليلة ودمنة لإبن المقفع } ، حيث يذكر فيه قصصٱ على منوال الكتاب الأصلي ، ليسخر من الدكتور طه حسين ، لما أصدر كتابه { في الشعر الجاهلي } ، والذي فيه يتعدى ، ويتجاسر ، على الذات الإلهية ، ويكذب ، ويشك ، في حقائق القرٱن الكريم في مثل قصة النبي إبراهيم وإبنه إسماعيل حيث ينكر وجودها ، ويعتبرهما إسطورة تاريخية ، يذكرها القرٱن لحاجة في نفسه ، ليقضيها ….. مما جعل من طه حسين أهزولة يتندر به ، ويضحك منه ، ومنه يسخر ، وفيه يتهكم …..
ونحن هنا نسرد قصة من قصص كليلة ودمنة مشابهة لقصص محمد صادق الرافعي الخيالية التخييلية المتخيلة ، حيث يقول كليلة محدثٱ دمنة ، أن الكلاب السائبة هي الحاكمة المتسلطة في الشارع والمدينة والبلاد ، لما يشتد أوار سعارها وإفتراسها لما تجوع …… ولما تتعرض مصالحها ومنافعها الى الخطر ، أو الإعتداء ، أو القلع ، أو الزوال …..
والكلاب السائبة هذه لما نريد أن نصف حالها في الشدة والرخاء ، نقول أن شدتها هي لما تجوع ، وهي بالرغم مما تحمله ، وتحتفظ به من ملكة الإفتراس والوحشية ، لكنها لما تجوع ، تظهر نفسها أنها أليفة ، مسالمة ، وديعة ، لا تعض ، ولا تنبح ، ولا تثير الخوف والإضطراب ، ولا تزعج حال الماشية ولا الراجلة ، ولا حال المارة ولا الراكبة ….. ، وهي تفعل كل هذا بغية الحصول على فتات طعام تأكله ، وتتقوى به ، لكي تحيا …. ، وتعيش سلطان الحاكمية الناقم المتسلط ……
وهذا ما يذكرنا بحال السياسي المجرب الفاسد في أيام الإنتخابات ، فهو الذي يهز ذيله في المنح والعطاء ، وبذل جهد للخدمة المجانية وشراء محولات كهرباء ، ومنح رصيد موبايل مختلف الأسعار الزهيدة والتبليط بالسبيس ، والتأميل بتعيينات في الدولة والحكومة والشركات ، وما الى ذلك من هز ذيل الكلب ، لما يسيل لعابه ويهوطل ، ولما يداري حاله ويهتم بمنافعه ليتوصل الى هدفه وبغيته وغايته ، ويتملق ويستسهل ، ويبيع الكرامة ويتنازل عن الشمخرة والإستكبار والتكبر ، ويبتعد بعض الوقت والزمن والفترة عن وحشيته المفترسة الٱكلة المهشمة البالعة ……
وإذا ملك هذا الكلب السائب نبح وإستكبر ، وإذا تمكن عض وإستهتر ، وإذا تسلط حكم وإستأثر ، وإذا طلب منه ما وعد أن يفي …. خدع وغش ، وأنكر وغدر ….
فلم لا تكون هذه القصة التي إستحدثناها سرد خيال يصف ، ويحكي حقيقة واقع حال السياسي …… أن تكون نسخة من طراز قصص كتاب كليلة ودمنة الأصلي لإبن المقفع ، ومن كتاب كليلة ودمنة المقلد للرافعي ، وتكون هذه القصص هي مكونات ومضمونات كتابنا المحتذي قدوة حذو الكتابين السابقين {{ كليلة ودمنة }} ، ويكون هذا الكتاب كليلة ودمنة ، المختص بسلوك السياسيين العراقيين الحاكمين الخردة الفلتة ، السهو الغفلة ، المتسلطين ، ومنذ عام ٢٠٠٣م …… !!! ؟؟؟