بقلم : حسين المحمداوي ..
تتعدد مسؤوليات الناس وتكبر الأهداف والغايات والطموحات وتزدحم جداولهم بالأفكار والمشاريع والمواعيد فيضيعون في الزحمة ولا يجدون الوقت للقيام بالأعمال الإنسانية التي هي الباقية كما في قوله تعالى ( والباقيات الصالحات ) لأنها في الحقيقة هي الأصل فاللذة زائلة والعطش والشبع يجيئان ويذهبان والكلمات تتغير والأموال مهما جمعت تنفق بطريقة ما وأحياناً تترك للورثة ليتنعموا فيها دون أن يتذكروا صاحبها وحتى إن تذكروه فبسرعة ثم ينسونه ويطوى وينشغلون بحياتهم ومشاكلهم وأطماعهم وأهوائهم ويغيبون في موجات متتالية من الرغبات والمطامح وتغيب عنهم الذاكرة فلا يتذكرون سوى ما يريدون أن يتحقق لهم في الغد فالماضي بالنسبة لهم أمر زائل والمستقبل هو الحقيقة .
أعرف البعض من الأشخاص المحترمين الواثقين من أنفسهم وإمكاناتهم وما يهدفون إليه فينجحون ويتفوقون ويشار لهم بالبنان ويتحولون إلى نموذج للنجاح يقتدي بهم الناس ويضعونهم نصب أعينهم ليتعلموا منهم دروساً في الحياة والكفاح والإنسانية والصبر على المصاعب والتحديات حتى تتحقق الأهداف ويصلون إلى النتيجة المرجوة التي هي غاية في بعض الأحيان ومحطة يعبرون منها إلى غيرها في أحيان أخرى . هؤلاء تعبوا وإجتهدوا ووصلوا وصاروا عنواناً للتفوق ومناراً يهتدي به الراغبون في الوصول إلى غاياتهم السامية التي ما أن تتحقق حتى تكون نتيجة طبيعية للإجتهاد والسعي والمثابرة التي بها يصل المثابر إلى الموقع الذي يستحق في مجال عمله ووظيفته أو في علاقاته الإنسانية لأنه جزء من مجتمع متحرك يراقب كل صغيرة وكبيرة وربما ينصب نفسه رقيباً على أعضائه وربما تجنى عليهم وربما إستسلم للعادات والتقاليد والصيغ التقليدية للحياة والتي لا تريد أن تذهب إلى المستقبل لأنها أسيرة للماضي ولحكاياته وتقاليده وأشكاله التي أصبحت ذكرى .
الدكتور عقيل مفتن نائب رئيس اللجنة الأولمبية رئيس إتحاد الفروسية رئيس مؤسسة مالية وعديد من المناصب والمواهب وحامل الشهادة العليا والمسؤوليات المتعددة ما يزال لم يتغير في طبيعته وإنسانيته وتواضعه الجم الذي يتحرك من خلاله في المجتمع فيحب الناس ويحبونه ويعبر عن ذلك بطرق متعددة وأساليب تتلائم ومكانته وثقافته ورغبته في عمل الأشياء الجيدة فيساعد الناس لأنه لا يريد أن يرى أحداً ضعيفاً مهزوماً ويفعل ذلك بطرق مختلفة فيشعر بالراحة إنه يقدم المساعدة لأي أحد ليغادر حالة الضعف ويحقق الهدف المنشود ويعود لحياته الطبيعية ويبتعد عن الحزن والإنكسار ولا يعود يشعر بالإحباط والهزيمة ويكون لديه رغبة ليواصل الحياة كما هي ويبتكر الأساليب المختلفة ليصل إلى نتائج إيجابية على الدوام ويؤمن إن الحياة شكل من أشكال التحدي وليست مجرد عبور إلى مكان آخر وهذا اسلوب الدكتور عقيل مفتن إنه يريد أن ينجح ويريد للآخرين أن ينجحوا لأنه كما هو سعيد بنجاحه فيريد أن يكتمل ذلك النجاح بسعادة الآخرين في نجاحهم وقيامهم بدورهم الإنساني وأن يصلوا إلى غاياتهم النبيلة والمشروعة .