بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
عجيب غريب نحن العراقيين لم يظلمنا العلامة علي الوردي حين وصفنا بالإزدواجية لأننا وبعد التجربة المريرة التي خرجنا بها من القائد الضرورة وما زلنا نبحث عن رمز جديد يقودنا ونقتدي به ولا يهمنا حجم علمه وآفاق قدراته .
هذا الشعب عبر هذا التاريخ الطويل كان يعشق جلاديه ويتوجهم رموزاً لمسيرته المليئة بالعذاب والآلام ، ثم تأتي الأجيال اللاحقة لتطالع كتب التاريخ والوطنية وهي تصف الجلادين بالمناضلين والمحررين والفاتحين للسند والهند وأبطال للتحرير القومي ومنتصرين للعقيدة والمذهب ومقتدرين في تأكيد نظرية توازن الرعب بين المذاهب .
والعجيب إن العراقيين ما زالوا منذ عشرات القرون مستنفرين بعواطفهم ولم يسمحوا لنفسهم بالعودة إلى العقل ليتساءلوا عن جدوى هذه الرموز وقيمتها وكفاءتها وهل تصلح لان تكون قدوة أو على الأقل أنها تكون صالحة للأكل مثل ما كانت تفعل القبائل في الجاهلية حين تختار بطل تصنعه من التمر ولكنها حين تجوع تأكله وتجد فيه القائد المنقذ .
أما رموز اليوم فهم جميعاً لا يصلحون للأكل أو حتى إختيارهم رمزاً أو تعويذة لا تقينا من لدغات البعوض فهم مجرد آلة بلا قدرة ولا إقتدار جاءوا متعكزين على قوى خارجية أو شهرة العائلة أو قوة السلطة التي إغتصبوها أو الأموال التي جمعوها فهذه الآلة لا تطعمنا من جوع ولا تقينا من برد ولا تستطيع أن تعيد لنا تيار الكهرباء أو توفر لنا الماء الصالح أو تعيد لنا الخدمات ومفردات البطاقة التموينية فهي دمى تحركها خيوط خارجية وأجندات إقليمية همها الأول والأخير تدمير العراق .
مرة أخرى نرثي أنفسنا لأن إختيارنا للرموز معناه إعترافاً منا بأننا إتكاليين وعاطلين عن أداء أي فعل حقيقي ينقذنا من أزماتنا الراهنة الناتجة عن غياب وعينا وسيرنا وكما يقول الشاعر نزار قباني ( مثل الخرفان وراء كل اللافتات والرموز ) والخروف أيها السادة الكرام بمعطيات حضارتنا ليس رمزاً لدفع البلاء بل هو يصلح وجبة غذاء دسمة لغذاء لسادتنا الرموز .
وفي الختام صلوا على محمد في هذا العراق الجميل الذي تزدهر فيه الرموز وتتطوع جموع الشعب بملايينه لأن يكونوا وبسعادة خرافاً تحت أقدام أصحاب المعالي .
Fialhmdany19572021@gmail.com