بقلم أياد السماوي ..
أبدأ حديثي بالقول ( رحم الله أمرئ جبّ الغيبة عن نفسه ) ..
بعد تصريحاته الأولى ضمن برنامج المختزل والتي تقطر حقدا وسمّا زعافا على الحكومة الحالية ، يعود حيدر العبادي مجددا للإدلاء بتصريحات لا تقلّ سوءً عمّا جاء في تصريحاته الأولى قبل بضعة أيام من خلال برنامج بالمختزل ، ولكن هذه المرّة من خلال كلمة له في المؤتمر الذي عقده حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يوم أمس في السليمانية ..
فالعبادي في كلمته يوم أمس راح يدعو إلى إعادة تأسيس شاملة للعمل الحزبي تبدأ بالآيديولوجيات ولا تنتهي بالأطر التنظيمية ، وبما يناسب تطورات الواقع والتحديات والتحولات التاريخية ، وراح يدعو إلى إعادة إلى إعادة النظر في متبنيات وأسس وأطر الأحزاب القائمة .. ثمّ بعد ذلك اخذ يشرّق ويغرّب في شرح مفهوم الديمقراطية والمواطنة والتعددية والتعايش السلمي والتنمية ، متناسيا نفسه أنّه حيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية والذي أصبح وزيرا ونائبا ومن ثمّ رئيسا للوزراء من خلال نظام المحاصصات الذي بات ينتقده ويدعو إلى تغييره ، لا تعنيني هذه الفلسفة الفارغة ومن يتفلسف بها ، بل أنّ أخطر ما صرّح به العبادي هو ذلك الجزء الذي وصف فيه الأحزاب الحالية بأنّها ( تبتلع الدولة وتجيّر الخيرات وترتهن الإرادات ، وهذه من سمات العصابات ) ..
وكما قلت في مقالنا السابق ( حيدر العبادي .. أنت آخر من يتكلّم ) ، أعود وأكرر نفس مقالي السابق .. اصمت وغلق فمك ، فلسنا بحاجة للاستماع إلى نصائحك ، وأنت آخر من يتكلّم وينتقد .. فأمثالك حين يكون على رأس هرم السلطة يصاب بالعمى ولا يرى أبعد من ارنبة أنفه ، وحين يكون بعيدا عن السلطة تتفّجر الوطنية والأخلاق عنده ويصبح يلعن الفساد والمحاصصة ويوّجه النصائح الفارغة للآخرين .. والنظام الذي تنتقده يا حيدر وتصف سلوكه كسلوك العصابات هو نفسه الذي جاء بك رئيسا للوزراء ، ثمّ ألم تتصرّف أنت وذلك النفر المتآمر من أعضاء قيادة حزب الدعوة في تصرّف العصابات وتتآكروا على زعيم الحزب نوري المالكي الفائز بالانتخابات وتزيحونه عن استحقاقه الانتخابي ؟ ألم تأتي أنت بالمسخ مصطفى الكاظمي وتفتح له أبواب السلطة ليعيث هو وعصابة السفلة الذين جاء بهم من اصقاع الدنيا لينهبوا أموال الشعب العراقي وينشروا الفساد والإجرام ويعيدوا أجواء التعذيب النفسي والجسدي أيام النظام الديكتاتوري ؟ وهل كان تصرّف الحكومات السابقة خارج سلوك العصابات لتنعت سلوك الحكومة الحالية بالعصابات ؟ لماذا هذا التسقيط والتحريض على الحكومة الحالية ؟ هل قالت لك المخابرات البريطانية أنّك عائد للسلطة مرّة أخرى لتنشط هذه الأيام في الإعلام ؟ أم أنّك كما قال عنك الشابندر ؟ لا تعي خطورة ما تقول ؟ .. والله يا حيدر ( أنّي لأستعظم تقريعك واستكبر توبيخك ) .. لكن إنّا لله وإنّا إليه راجعون .. قاتلهم الله أنّى يؤفكون ..
في ٢٨ / ٩ / ٢٠٢٣