بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
على الرغم من الدماء الزكية التي سُفكت حتى الآن بنيرات الغارات الجوية وحممها المتفجرة فوق بيوت المواطنين المذعورين في غزة، وعلى الرغم من تداعيات عملية طوفان الأقصى. اختفت هرمونات التستوستيرون النضالية عند (محمود عباس)، ولم يعد يمتلك الجرأة والرجولة الكافية لإدانة العدوان، فلاذ بالصمت المطبق، ولم ينبس ببنت شفة. وكأن أمر الدمار الذي حل بشعبه الجريح لا يعنيه بشيء، ولا يؤثر فيه. أما ابلغ ما قاله محمود فهي كلمته التي يخاطب فيها منظمة حماس: (من شان الله – ارجوكم اعملوا مقاومة شعبية سلمية – من شان الله). .
كان (محمود) أول الثلاثة. أما ثانيهم فهو المتفلسف المتأسلف المتأسلم المستسلم (بسّام جرار) الذي ظل يجر مواويله التحريضية ضد كل من يقدم الدعم والمؤازرة إلى اهلنا في غزة. وقد عاد الآن إلى مخاطبة عامة الناس بلغة التشتيت والتفكيك والتسفيه والتضليل، فبدلا من مواساة أسر الضحايا، والدعاء للفرسان بالنصر المؤزر، وبدلا من طلب النجدة من المنظمات العربية والاسلامية. وبدلا من كل النشاطات التي يفترض ان ينهض بها، راح يصب لعناته ضد الشيعة وضد الاباضية، ويصب جام غضبه على السلطات الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من انه يعلم علم اليقين ان دول المجلس هي صاحبة اليد السخية في تغطية احتياجات غزة وتلبية مطالبها. .
اما ثالثهم فهو المهرج المتخاذل (يوسف علاونة)، الذي سارع لنشر مقاطع فيديو يسب فيها رجال المقاومة. وظهر أيضاً في مقاطع أخرى يبثها على اليوتيوب يشتم فيها قادة حماس وشهدائها بألفاظ نابية وكلمات سوقية. وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها (علاونة) شهداء فلسطين، وكثيراً ما قال إن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى. .
كان هذا هو السيناريو الثلاثي المتكرر في كل محنة فلسطينية، وفي المواجهات السابقة والحالية:-
- عباس يستسلم. .
- وعلاونة يشتم. .
- وبسام جرار يتقزم. .
ثلاثتهم موتى لا يملكون ضريحا، ولا يملكون عيونا، يتعاطون أفيون الخذلان ويحملون جينات التفاهة. وسوف يلتحقون عما قريب بمزابل التاريخ. .