بقلم : حسين المحمداوي ..
من السهل الحديث عن التطوير والإعمار ولكن من المنصف الحديث عن كل شخص أو مؤسسة عملت على هذا الوجود المتألق والرائع لمدينة كربلاء ولابد من الإشادة بدور محافظ كربلاء السيد جاسم نصيف الخطابي الذي عمل وفق إستراتيجية شاملة دون إستثناء لبناء واحدة من أجمل المدن في العالم وأكثرها إستقطاباً للناس والمحبين للثائر العظيم ذلك هو الحسين عليه السلام .
التاريخ نوع من السفر البعيد ولكنه لا يشبه السفر إلى القادم من الزمن لأنه تسجيل لأحداث تجري وجرت في الزمن الماضي والبعيد وهي إستقبال للحاضر ومادة لصناعة الغد وهكذا كانت كربلاء الصحراء التي شهدت أكبر ملحمة للخلود والشهادة وتعبير عن شجاعة الموقف الذي أظهره الحسين عليه السلام وصحبه الأغيار الذين مارسوا دورهم على أكمله في الدفاع عن مباديء كادت تتهاوى وتضيع تحت ضربات سيوف الذين باعوا شرفهم ودينهم وركزوا على إذلال المؤمنين وتكريس الحكم الأموي الباغي الذي لا يهتم بالدين بقدر إهتمامه بالسلطة ووجودها وإستمرارها ودوامها وتحقيق كامل المنافع منها وحرمان بقية الناس من أي منفعة أو الحصول على مكاسبهم كاملة دون تردد وبطريقة تعسفية تصل إلى القتل والتهجير والنفي ، ولكن التاريخ يكشف لنا إن كربلاء لم تكن مجرد صحراء ولا معركة إنتهت خلال ساعات ولا أجساد تناثرت هنا وهناك ولا أطفال ونساء تم سبيهم وتعطيشهم ولاهم أصحاب قتلوا وقطعت رؤوسهم ، كربلاء كانت أكبر من ذلك كربلاء كانت سداً منيعاً في وجه سيول الشر والمياه الآسنة لتمنعها من العبور إلى الأراضي والمواضع الطاهرة وتحديد ملامح الدين الحقيقي ومن هم الذين يجب إتباعهم والعمل بسيرتهم والسير على نهجهم والإقتداء بهم ، وكربلاء كانت منارة للهداية وحداً اصلاً بين البغي والعدوان والسلطة لمجرد السلطة وإفهام للناس إن السلطة يجب أن تكون بيد الأخيار ليعمروا الأرض ويعلوا شأن الدين ويمنعوا الباطل من الظهور والإنتشار والإستمرار ، ولذلك فما حدث في كربلاء هو عنوان مستمر وحضور دائم للخير والمحبة والسلام والتواضع .
الرجال الشجعان والنساء والصبية وتلك الرؤوس التي علت الرماح تحولت إلى أكبر عنوان وقبلة للبشرية جمعاء وصارت الصحراء والرمال كأنها جنة عامرة مزهرة بالإخضرار والنور والبهجة يزورها يومياً آلاف الأشخاص وتكتظ بالملايين في كل ذكرى لعاشورا وأربعينية سيد الشهداء حيث يتواصل تدفق الناس من كل أنحاء الدنيا إلى هذا الموضع الشريف الذي لم يعد يتسع لهذه الجموع التي يزداد حضورها سنوياً حتى بلغ في العام الجاري أكثر من عشرين مليون إنسان جاءوا من كل أنحاء الدنيا ليعلنوا الحب للحسين والولاء للحق المبين و هاهي كربلاء عامرة مزهرة منيرة تراها من بعيد في الليل البهيم وهي قطعة من نور تضيء ما حولها كأنها كوكب دري وزيتونة لا غربية ولاشرقية بل إنسانية مطلقة ونور يشع في أنحاء الأرض ومن هنا لابد من الإشادة بجهود الخيرين في العتبة الحسينية والعباسية ومحافظة كربلاء التي تبذل جهوداً جبارة للإعمار والتطوير والنهوض الشامل في كل المجالات وبناء الأسواق والتجمعات السكانية والمدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز العلمية والبحثية والحوزات الدينية والمزارع والحقول والبساتين والمشاريع الخاصة بالبنية التحتية والمجمعات السكنية والفنادق وتطوير الأحياء المحيطة بالمرقدين الشريفين ومد الطرق بإتجاه المدن المحيطة بكربلاء والبعيدة عنها ووصل الأمر إلى الشروع ومن خلال شركات عالمية إلى بناء واحد من أكبر المطارات في العالم يمتد على مساحة واسعة وكذلك المصافي النفطية والمشاريع الزراعية وتشجير الصحراء والشروع في تطوير المرافق العامة والخاصة .
شكراً للسيد محافظ كربلاء وأنت جدير بالإستمرار في العمل والبناء لسنوات قادمة . Huseen Alhashem @y hoo. Com