بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
اصبحنا على مسافة قريبة جداً من مجزرة دامية تشترك فيها أشرس جيوش القوى العظمى لاكتساح قرية عربية يلوذ بها 2.5 مليون نسمة. .
قرية تعيش على الكفاف في زاوية معزولة تماماً عن العالم، وسوف يسجل التاريخ تفاصيل هذه المجزرة البشعة التي يخجل منها المغول والتتار، وتستحي من ارتكابها القوى الظلامية القديمة. .
فقد أعلن البنتاغون عن وصول حاملة الطائرات (جيرالد آر. فورد) إلى المنطقة وعلى متنها طاقم مؤلف من 5000 من معظم الصنوف القتالية. وتشكل هذه الحاملة مركزاً لعمليات القيادة والسيطرة، ويمكنها شن حرب معلوماتية واسعة النطاق. من ناحية أخرى أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أن بلاده ستزود إسرائيل بأفواج من قوات العمليات الخاصة، التي باشرت بالفعل بمساعدة إسرائيل على عمليات الاستخبارات والتخطيط العسكري. ومن المحتمل مشاركة تلك القوات في تنفيذ المهام القتالية ضد سكان غزة. وطالبت الولايات المتحدة أيضاً بتسريع إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وفي مقدمتها الذخائر اللازمة لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (القبة الحديدية). وقرر (بايدن) يوم الجمعة الموافق 13 / 10 / 2023 إرسال سفينة صواريخ موجهة من فئة تيكونديروجا يو إس إس نورماندي، بالإضافة إلى مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة أرلي بيرك يو إس إس توماس هودنر، ويو إس إس راماج، ويو إس إس كارني، ويو إس إس روزفلت. وقال في خطاب سابق: (لقد اتخذنا أيضاً خطوات لتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز F – 35، و F – 15، و F – 16، و A – 10 في منطقة الشرق الأوسط). .
وعلى السياق نفسه قررت بريطانيا إرسال سفينتين حربيتين، ومعها حزمة من الطائرات المقاتلة، ومجموعة من طائرات المراقبة تابعة لسلاح الجو الملكي، وطائرات هليكوبتر من طراز (مرلين) وأفواج من مشاة البحرية الملكية، ارسلتها كلها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم الدعم الحربي لإسرائيل في زحفها الوحشي المدمر نحو مدينة (غزة). و وضعت ألمانيا طائراتها المسيرة من طراز (هيرون تي بي) تحت تصرف تل أبيب. .
وربما يطول بنا المقام في تعداد واستعراض الجيوش والاساطيل التي وصلت المنطقة، واشتركت كلها في قصف غزة وسكانها في عمليات الفتك العظيم، التي ستتحول فيها غزة إلى أثر بعد عين. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . .