بقلم : جعفر العلوجي ..
على الرغم من كل محاولات التهميش والتقليل من شأن التظاهرات المليونية الهائلة التي انطلقت الجمعة في قلب بغداد بطلب من السيد المجاهد مقتدى الصدر لنصرة شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لأبشع جريمة مروعة يراها العالم أجمع ويرى معها كيف أوغلت عصابات آل صهيون في قتل العزل من النساء والأطفال بطائرات وصواريخ الموت، قد يقول البعض إن الصهاينة المدعومين من أميركا والغرب لا يكترثون لمثل هذه الفعاليات المساندة بقوة لأهلنا في فلسطين وفق فرضية أن السلاح الأقوى والأمضى بأيديهم وهذا هو الخطأ والفشل بعينه بدليل أن أبطال القسام في غزة أفشلوا هذه النظرية بيوم الطوفان المقدس الذي فضح عصابات الصهاينة وموسادهم ومخابرات أميركا معهم، ولذلك كله فإن العمق الذي تحدثنا عنه اليوم والذي عبر عنه السيد الصدر وأتباع التيار الصدري بل العراق أجمع مع راية الجهاد والحق التي يحملها القائد الصدر هي هي مصدر رعب لهم، ما زلنا على قيد الجهاد وأن فلسطين تعيش في قلوب وحدقات المجاهدين جميعا وقد خبر الأميركان دورهم وفعلهم وإصرارهم.
نعم لقد أوصل العراق اليوم رسالة في غاية الوضوح والفصاحة في صلاة الجمعة بالإصرار على أن الكيان الغاصب في فلسطين سيزول عاجلاً أم آجلاً وأن قضية القدس والأراضي المحتلة التي سوق الخونة والفاشلون وشيوخ العار بأنها أضحت من الماضي لن تكون كلمتهم عليا بل في أسفل سافلين وإن وعد الله الحق هو الأكبر من كل الخونة والعملاء ومن قبلهم الصهاينة والغرب وأميركا.
فقد جسدت كلمات السيد الصدر التي تليت نيابة عنه وجميع المتظاهرين هذا الهدف والغاية بوضوح تام وإرادة صلبة ورسالة كبيرة جدا في مغزاها وشجاعتها وتجسدت في قوله وتحذيره، رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن من مواصلة “الزحف” نحو الشرق الأوسط بهدف دعم إسرائيل، مضيفا بمنتهى الصراحة، أن “زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردة فعل، لا من الخانعين بل من المجاهدين في فلسطين، ومن يؤازرهم، وكل الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الإستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وإنها لتنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم والجهاد لا من الفاسدين والمهادنين، داعيا في الوقت ذاته العراقيين إلى جمع المساعدات من أجل إرسالها إلى قطاع غزة المحاصر عبر سوريا أو مصر.
وأن تكون هذه القافلة العظيمة مستمرة بدلالتها ومعناها ومغزاها وما بعد ذلك أيضا من خطوات أخرى، وإن كانت هي الوسيلة المتوافرة حاليا فإن إيصالها هو المهم اليوم وإن لم تصل فإن العار سيلاحق من تخاذل عن مجرد فتح المنفذ الى العزل وإيصال الماء والطعام.
بوركت يا عراق المجد وبوركت غيرة الأبناء الشجعان ولنا ثقة مطلقة بأن ما بعد التظاهرات الكبرى اليوم ليس كما قبلها بتسديد من الله ورسوله وآل بيته الأطهار .