بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
وحدهم سكان غزة يستيقظون مبكرين قبل سكان كوكب الأرض حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد. .
الكوارث المأساوية التي يتجرعونها غصة بعد غصة، وتعرضها علينا الفضائيات لحظة بلحظة، ولقطة بلقطة، تستدعي عقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن الدولي، وتستدعي استنفار منظمة الصحة الدولية، والمنظمات الإنسانية. وتضطرنا لرجم جامعة العواطلية التي يديرها (أبو الغيط)، والتي صارت عنواناً للخنوع والتخاذل والتآمر. .
غارات اسرائيلية كثيفة على القطاع الذي فرضوا حصارهم عليه منذ عام 2008، وغارات أخرى استهدفت معبر (رفح). المعبر الوحيد الذي يربطها بمصر عن طريق سيناء لمنع وصول الإمدادات إلى غزة. ثم قطعوا عنها الماء والدواء والغذاء والوقود والطاقة الكهربائية. فلا علاج ولا طعام ولا شراب ولا أمان سوى هجمات مكثفة تشنها الزوارق من جهة البحر، حتى اصبحنا أمام سلسلة عنيفة من الضربات الصاروخية ضد المدنيين. ثم جاءت حاملة الطائرات (جيرالد فورد) لتقديم الدعم التدميري لمشروع الإبادة الجماعية في هذه المحرقة. .
يطالبون السكان باخلاء المناطق المرشحة للفناء. ثم يباشرون بقصفها وتدميرها، فيقلبون عاليها سافلها. ثم ينتقلوا إلى منطقة أخرى ليستكملوا مهمتهم التدميرية بالنسف والتفجير. .
أعداد هائلة من العوائل تنطلق مذعورة في كل الاتجاهات، يطاردها الجوع والخوف والألم. ثم تمعن إسرائيل في القصف والتدمير في غارات اخرى مباغتة بضمنها الملاذات التي تؤي اللاجئين. حتى المراكز الطبية خرجت من الخدمة. اما بسبب قطع التيار أو بسبب جفاف شبكات المياه أو شحة الدواء. بينما تعطلت سيارات الاسعاف، وتعطلت قنوات التواصل مع المنكوبين. .
ماذا لو استمر القصف والتدمير والحصار ؟. العالم كله يكرس اهتماماته باجلاء سكان المستوطنات الاسرائيلية، ويشيح بوجهه عن الجموع البشرية المخنوقة والمهددة في القطاع الذي تحول إلى ساحة مفتوحة للتسلية بألعاب القتل والثأر والانتقام والإبادة. .
اعلن بايدن منذ قليل انه مع إسرائيل للدفاع عنها. وهكذا بات واضحا انهم يريدون دفن السكان تحت أنقاض منازلهم الخاوية. .
سؤال أخير: أيعقل ان يكون موقف (مايا خليفة) أفضل عشرات المرات من موقف (ابو الغيط) الذي ظل يغط بالنوم العميق حتى اللحظة ؟. .