بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ربما لا تعلمون ان الأمين العام لجامعتنا التي لا تجمع ولا تنفع يتقاضى سنويا 624 ألف دولار، بمعدل 52 ألف دولار كل شهر، بمعنى آخر ان مجموع ما استلمه ابو الغيط (حفظه الله ورعاه) منذ توليه المنصب عام 2016 وحتى الآن يزيد على اربعة ملايين دولار كتعويض لجهوده الاستثنائية المضنية، التي بذلها في بعثرة شمل الامة، وتجاهل أزماتها، وطمس حقوقها، وتمزيق وحدتها، والتي كان آخرها المجزرة الكونية الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل في غزة. فلم ينبس ابو الغيط ببنت شفة. وكل ما قاله بعد أيام من تفاقم الأزمة أنه (قلق). .
انه فقط (قلق)، و (قلق) فقط. وهذا كل ما يجيده ابو الغيط لمعالجة هموم الأمة وكوارثها ومآسيها ونكباتها ومصائبها. .
فقد تفاقمت الأزمة السورية في زمنه عام 2016 وارتفعت وتيرة العنف، واستمرت معاناة اليمنيين وتدهورت أوضاعهم الصحية والمعيشة، بينما كان صاحبنا منشغلا بتأثيث مكتبه. وشهد قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس) خلال 2017، أحداثاً حافلة وصفها مراقبون بالساخنة من دون ان يكون لأبو الغيط أي دور يذكر. وفي عام 2018 كان ابو الغيط متفرجاً على خطوات نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، وذلك تنفيذاً لقرارها القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة تاريخية لإسرائيل. . وفى عام 2019، غاب عن كرسى الحكم 4 رؤساء فى الجزائر والسودان وتونس وموريتانيا، بينما استقال رئيسا وزراء العراق ولبنان، فى ظل احتجاجات شعبية اجتاحت معظم البلدان العربية. وفي ذلك العام دخلت الأزمة الليبية في دهاليز التعقيد والتوتر بينما كان ابو الغيط غائباً تماماً عن التقلبات العربية المتوالية. . وفي عام 2020 تصاعدت مؤشرات فيروس كورونا المستجد، ما اضطر ابو الغيط لفرض الحجر الصحي على نفسه، والاعتكاف في كهوف الجامعة العتيقة ضماناً لسلامته (طال عمره). . وفي عام 2021 هبت رياح الانقلابات على تونس والخرطوم، وتعمقت القطيعة بين الرباط والجزائر. من دون ان يكلف ابو الغيط نفسه في البحث عن الأسباب والمسببات. وفي عام 2022 اقتحم الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى، وبعدها بأربعة أشهر دارت جولة عنف جديدة بين الفصائل في غزة والجيش الإسرائيلي. وقف فيها ابو الغيط متفرجاً على الأحداث. .
اما الآن ونحن في عام 2023 فقد عقد مجلس جامعة العواطلية دورته غير العادية يوم الأربعاء الموافق 11 من تشرين الأول / أكتوبر برئاسة المملكة المغربية الموالية جداً لتل ابيب، فتمخض اجتماعهم عن إدانة حماس وإدانة اسرائيل، وتجاهل تام لمآسي الحصار والإبادة الجماعية التي تابعها العالم في كل القارات. .
من هنا نطالب الشعب العربي بضرورة الخروج بمظاهرات عارمة للتنديد بجامعة الفشل والخذلان، ومطالبة الحكومات العربية بالانسحاب منها. وقطع الامدادات المالية عنها لأنها أصبحت تركة قديمة، ومؤسسة عاطلة، لا تمثلنا ولا تهتم بهمومنا، ولا تنتمي إلينا . .