بقلم: جعفر العلوجي ..
صنف الحنين الى الماضي على إنه أحد الأمراض النفسية على درجة كبيرة من الخطورة لانه يذهب بلبّ العقل أحياناً، ولنا بذلك شواهد تأريخية مريرة كما حصل لجيل ( الأفندية ) الذين عملوا مع العثمانيين قبيل سقوط بغداد بيد الانكليز، فهؤلاء كانوا يعيشون وهماً قاتلاً بعودتهم الى عصر السلطة، وقد أشار لهذا المرض العلامة الراحل الدكتور علي الوردي و سمّاه بـ ( عائدون )، حيث انتهى المطاف بالأفندية ليصبحوا أضحوكة بين البغداديين وهم يتحدثون عنهم في المقاهي وعن حلم عودة الأتراك الى الحكم، نعم أضحوكة فالكل يعلم ظلم وحيف الدولة العثمانية وهم وحدهم يمجدونها!
تذكرت هذا وأنا أقرأ، بكل أسف، مقالاً لبعثي مشبوه من صنائع ابن الطاغية المقبور الذي أخذ يزين بالبعث ورجالاته المجرمين حد الاسراف والضحك على العقول الساذجة التي عجنت وتربت في أحضان الرفيقات ورعاية القتلة من أعضاء الفروع والشعب والفرق إبّان حكم الطاغية الجرذ، والغريب ان يسوّق له البعض أفكاره إما بالعدوى أو لانتفاء وانقطاع حبل المصالح الذي يحاولون ان يسحبوه على عالم الرياضة والانجاز بأن تكون أولمبية عدي قد أوشكت على تحقيق وجني الميداليات الأولمبية ، مع اننا جميعا نعلم بان المقياس كان ليس للرياضة والرياضيين ولكن بقدر الانتماء الى الزيتوني وحب النفاق ( وكسر رقاب الناس ) والويل لمن يخالفهم، فالرضوانية تفتح أبوابها المرعبة صباحاً ومساءً وسط ترحاب ( أبو ذيبة وأبو البزل وحداد البيجات ) وغيرهم من القتلة وسقط المتاع، ونحمد الله ان الميدالية الوحيدة للعراق في الأولمبياد للراحل عبد الواحد عزيز تحققت بزمن الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، والا لأصبحت ميدالية بعثية يمجدها بقايا وأيتام عدي ومنافقو طريق الرضوانية الذين تسببوا بالمآسي للمئات من الرياضيين الذين لازالوا يتذكرون الأقفاص الرهيبة لسجون أولمبية عدي المجرم.
الحقيقة لم أود الرد على أمثال هؤلاء ومقارنتهم الظالمة بين الأولمبية اليوم، وما كانت عليه بالأمس فهذه المقارنة لاتخضع للمنطق والعقل ولم تكن مقبولة إطلاقاً وشتان بين الأثنتين، فلا خوف اليوم لأي رياضي على حياته ومنجزه وله مطلق الحرية والدعم مع اتحاده اذا كان مؤهلاً للانجاز وان جميع دوائر الدولة من النزاهة وديوان الرقابة تدقق وتتابع عمل الأولمبية بكل شفافية وتعاون كبير، ولم نسمع ان الأولمبية صادرت الدور والأموال وأراضي الوزارات وإلغائها كما كان يحصل في عهد أولمبية عدي وأزلامه، سأكتفي بهذا القدر من الرد ولن أتردد في ذكر أسماء الايتام البعثيين في مقال مقبل ان استمر مسلسل تمجيدهم ومحاولتهم النيل من قامات العراق الأبية.
همسة
الى المتلونين ومن يحب العيش على أطلال قصص النظام البائد الخيالية عليكم ان تراجعوا المتبقي من رذاذ ضمائركم وعرق جبينكم وإن تخجلوا فالتأريخ ليس ببعيد ومازلنا نحفظ تفاصيله عن ظهر قلب!