بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تكشفت الآن أوراق العملاء والخونة والجواسيس والمخربين، فقد سكت فقهاء التحريض والفتنة، واختفت حملاتهم المسعورة لتجنيد الشباب، وتسويقهم للقتال في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا. لكننا لم نتوقع أبدا ان يعلن الدواعش انضمامهم لصفوف جيش الاحتلال في حربه المعلنة ضد أهلنا في غزة. .
أصل الحكاية ان حركة حماس عثرت على وثائق وأدلة قاطعة، وجدتها في مخابئ العدو، تثبت ارتباط الدواعش الموجودين في القطاع بالموساد. فسارعت لإلقاء القبض عليهم، ومنعهم من ممارسة نشاطاتهم التجسسية، وهنا لابد من التذكير بتصريحات دونالد ترامب التي أكد فيها ان تنظيم داعش (ISIS) صناعة امريكية من إنتاج أوباما وهيلاري كلنتون. فبدلا من ان يلوذ الدواعش بالصمت جاءتهم التوجيهات الآن من أسيادهم بتكفير قيادات حركة حماس، بذريعة انهم لا يطبقون شرع الله في غزة، ثم تكررت تهديداتهم بجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذهم في الشرق الأوسط، متهمين الحركة التي تحكم القطاع بأنها غير جادة بما يكفي بشأن تطبيق الشريعة. وهكذا أصبحت غزة محاصرة بين ضغط جيش الاحتلال وعصابات الدواعش، الذين نشروا اشرطة مصورة يهددون فيها حركة حماس. .
يأتي هذا التصعيد كرد على اعتقال عناصر من داعش يعملون لصالح الاحتلال. وزعم الدواعش ان الانتقام من حماس قادم لا محال. وفي حال لم يطلق سراح أنصارهم الموالين لتل ابيب فسيكون ردهم عنيفاً باستهداف غزة. .
ربما يتغير مفهوم كلمة (خيانة) بتغير الزمان والمكان. لكن الخائن يمارس النذالة نفسها مهما تغيرت الظروف، وعلى اتم الاستعداد للتنازل عن دينه وضميره من أجل حفنة من الدولارات. فهو اما ان يبيع دينه أو شرفه، أو يتنكر لأهله وشعبه. لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تثق بالتنظيم الذي يتلقى تعليماته من القوى الظلامية المعادية للعرب والمسلمين. .
انظروا الآن إلى الأماكن التي يمارس فيها الدوعش نشاطاتهم المسلحة. تجدون ان ثقلهم كله يرتكز في البلدان العربية المحاذية لتل ابيب، أو القريبة منها. ولم يسبق لهم أن نقلوا (جهادهم) المزعوم إلى داخل الأرض المحتلة. وها هم يقفون اليوم ضد غزة وأهلها. وهذا هو الدور المنوط بهم في المرحلةالراهنة. .