بقلم أياد السماوي ..
لماذا ندعو الله سبحانه وتعالى كلّ يوم بحسن العاقبة ؟ ومن هم المتّقين الذين جنّبهم الله تعالى سوء العاقبة وسوء المنقلب في قوله ( إنّ العاقبة للمتّقين ) ؟ وكيف نكون منهم ؟ .. وقد لا أكون مخطئا أنّ المعني بالدرجة الأولى بهذا الخطاب الإلهي هم أولي الأمر وأصحاب القرار وإن كان الخطاب الإلهي يشمل عامة الناس .. ولا شّك أنّ رجال القضاء الذي يحكمون بالقسط والعدل ولا تأخذهم في الله لومة لائم ، هم المعنيين الأكثر أهميّة بهذا الخطاب الإلهي ، ويا ويل رجال القضاء الذين لا يحكمون بالقسط والعدل ويصدرون أحكاما جائرة وظالمة ، وقد ذكر الله تعالى في كتابه المجيد هؤلاء في ثلاثة مواضع ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ، الكافرون ، الفاسقون ) ، فالعدل عند الله تعالى هو أساس المُلك ، ولا يستقيم المُلك بدون العدل .. أنا شخصيا عندي الكثير مِن الشكوك بالكثير من قرارات القضاء العراقي التي صدرت تحت تأثير الحاكم صاحب القرار ، خصوصا تلك الفترة التي توّلى فيها مدحت المحمود رئاسة مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية العليا ، حيث كانت من أسوأ الفترات التي مرّ بها القضاء العراقي بشقّيه المدني والدستوري .. لكن وهذه شهادة للتأريخ أنّ القضاء العراقي بعد رحيل المحمود قد انتقل انتقالة نوعية يشهد لها القاصي والداني ، خصوصا القضاء الدستوري الذي أصدر أحكاما عادلة لا يمكن وصفها بغير وصف التاريخية ، لكنّ هذا القضاء لا زال حتى اللحظة مطالب بالمزيد والمزيد من هذه القرارات التي تحمي العراق ووحدته واستقلاله وتصون سيادته ونظامه الديمقراطي وأمواله من النهب والسرقة .. فالأمل بخلاص هذا البلد من الظلم والفساد والجور معقود على عاتق الرجال في القضاء العراقي بشقيه المدني والدستوري ، ولست مبالغا إذا قلت أنّ مهمة القضاء الدستوري في وحدة البلد واستقلاله وسيادته وصيانة نظامه الديمقراطي من الفساد والعبث بالقوانين والتزوير تفوق أضعاف أضعاف مهمة القضاء المدني الذي لا زال حتى اللحظة لم بتخلّص بشكل نهائي من بعض الفاسدين في صفوفه ، رغم الحرب التي يشنها رأس القضاء عليهم .. فصلاح القضاء هو مفتاح صلاح البلد وتقدمه وازدهاره ، خصوصا في اللحظات التاريخية التي يكون فيها القضاء وجها لوجه مع الظالمين ..
أياد السماوي
في ٢٢ / ١٠ / ٢٠٢٣