بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
هرعت الولايات المتحدة الأمريكية لتحريك اساطيلها في البحر منذ الساعات الأولى من اليوم السابع من أكتوبر / تشرين الأول، فارسلت حاملاتها وغواصاتها وفرقاطاتها للمرابطة أمام السواحل العربية، في خطوة فورية انفعالية حتى تكون على اهبة الاستعداد لتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه لمواصلة هجومها الهمجي ضد المدنيين في غزة. .
وفي الوقت الذي كانت فيه المزيد من إمداداتها العدوانية تتجه نحو المنطقة، كانت قواتها المتواجدة في القواعد القريبة تستعد للانتشار. وكانت احدى الحاملات ومجموعتها الهجومية متمركزة بالفعل شرق البحر الأبيض المتوسط بين قبرص وحيفا، بينما غادرت حاملة أخرى الولايات المتحدة نحو السواحل العربية. وتحركت معها ثلاث سفن حربية تابعة لمشاة البحرية. وأرسل البنتاغون عشرات الطائرات إلى قواعده في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في حين كانت قوات العمليات الأمريكية الخاصة تعمل جنياً إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ المهام التخطيطية والاستخباراتية والهجومية ضد سكان غزة. .
والحقيقة ان هذه الحشود البحرية المتدفقة على المنطقة بهذه الكثافة التعبوية توحي بما لا يقبل الشك ان الولايات المتحدة متلهفة لتأجيج الصراع الإقليمي، وخوض حرب طويلة الأمد في عموم بلدان الشرق الاوسط. فقد أصبحت المياه القريبة من سواحل إسرائيل تعج الآن بأعداد هائلة من السفن الحربية العملاقة المعززة بأحدث الاسلحة، وأشدها فتكاً ودماراً، تدعمها حاملتان نوويتان هما (جيرالد فورد)، و (أيزنهاور). وبات من المحتمل التحاق المجموعة البرمائية الجاهزة (USS Bataan)، والتي تتكون من ثلاث سفن تحمل آلاف الجنود من وحدة المشاة البحرية السادسة والعشرين، وذلك بوجود سفينة النقل البرمائية (USS Mesa Verde)، وسفينة الإنزال (USS Carter Hall)، وجميعها تحمل طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وزوارق هجومية، يمكنها نقل مشاة البحرية إلى المناطق البرية. .
وسوف نواصل حديثنا عن هذه الحشود العدوانية في حلقات لاحقة ان شاء الله. .