بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حينما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية وقفت أمريكا ضد روسيا، ووقفت معها بلدان الاتحاد الاوروبي كلها، وكان زعماؤها يتباكون ليل نهار على سلامة أطفال أوكرانيا وسلامة المدنيين هناك. لكنهم تضامنوا كلهم مع إسرائيل في قصفها الهمجي المتوحش ضد أطفال غزة وضد سكانها، ثم اغلقوا عيونهم وآذانهم، وارسلوا طائراتهم لمشاركة اسرائيل في قصفها للاحياء السكنية. .
هكذا وبكل وقاحة داست امريكا بجيوشها على القوانين والاعراف والشرائع. ومالت بجمعها نحو مؤازرة الظلم ودعم الباطل، وارسلت اساطيلها كلها لمحاصرة قرية صغيرة يتعرض سكانها للإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وأعلنت على رؤوس الاشهاد عن مناصرتها لإسرائيل ومشاركتها في الجريمة، وبالتالي فانها فشلت في إظهار نفسها كمراقب نزيه يؤمن بالعدل والمساواة بين الشعوب والأمم، وفشلت في دعواتها نحو ارساء قواعد السلم العالمي. وهكذا أصبحت طرفاً في ابشع الجرائم الإنسانية، وهي الآن في طليعة البلدان الممولة لتل ابيب بالذخيرة والسلاح، ووضعت قواعدها واسرابها الجوية واساطيلها البحرية تحت تصرف اسرائيل، فالقنابل المتساقطة فوق أحياء غزة مصدرها الولايات الارهابية المتحدة، ومختومة بختمها (Made in USA) حتى الطائرات المكلفة بتنفيذ حملات القصف المتكرر هي طائرات امريكية. .
اللافت للنظر ان زعيم البيت الابيض أصبح هو الناطق الرسمي باسم نتنياهو، وأصبح (بلينكن) وزيرا مزدوجا لإسرائيل وامريكا، فتنازلوا عن وطنيتهم الامريكية وارتموا في أحضان الصهيونية، وتحولت مضخاتهم الاعلامية إلى ابواق مجندة بالكامل لصالح إسرائيل. بل ان الخزانة الامريكية بملياراتها وكنوزها صارت تحت تصرف إسرائيل، وليشرب الشعب الامريكي من البحر. .
لقد فقدت الولايات الارهابية المتحدة مصداقيتها في المحافل الدولية منذ الساعة التي أصبحت فيها طرفاً في المجزرة، وفقدتها أمام الرأي العام العالمي. وكشرت عن انيابها في مجلس الأمن الدولي فوقفت بقوة ضد قرارات فتح المعابر، وضد تقديم المساعدات وفك الحصار، ورفضت مقترحات وقف إطلاق النار. لكنها سمحت لإسرائيل بالقتل والتدمير كيفما تشاء. والانكى من ذلك كله انها تمنع فضائياتها وصحفها من نشر تفاصيل المجازر. .
اما الاتحاد البربري الأوروبي المنافق الذي كان يذرف الدموع على أطفال اوكرانيا لم يذرفها على أطفال فلسطين، لأن الاتحاد المنافق جزء من الولايات الارهابية المتحدة وشريك معها في الجريمة. .
فالمجازر الدنيئة التي يرتكبونها الآن في غزة هي نتاج همجي تضافرت فيه البلدان الأوربية مع المنظمات الظلامية برعاية البيت الأسود. .