بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حاول ان تجلس في مكان مريح في خلوة بعيدة عن الضجيج والمنغصات اليومية، وتطرح على نفسك حزمة من التساؤلات، عسى ان تعثر على الاسباب والمسببات المصاحبة للكوارث الدولية، ولعلك تستكشف العوامل والمصادفات والدوافع والمفارقات. ثم حاول ان تناقشها (فيما بعد) مع محيطك الوظيفي أو الاجتماعي، أو تفتح ابواب الحوار مع المقربين إليك. .
أطرح على نفسك التساؤلات التالية:-
- كيف هدأ القتال فجأة في خطوط الجبهة الملتهبة بين روسيا وأوكرانيا منذ الساعات الاولى لتفجر الاوضاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين في قطاع غزة ؟. فلا غارات ولا راجمات ولا هجمات ولا قصف متبادل في الجبهة الاوكرانية. .
- وكيف توقفت موجة الكوارث الطبيعية التي اجتاحت بلدان العالم في كل مكان، فلم نعد نسمع بالزلازل والاعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، وذلك بمجرد تأزم الأوضاع في الجبهة الغزاوية ؟. .
- وكيف تراجعت التحذيرات من الفيروسات والأوبئة التي هزت ارجاء العالم ؟، وكيف تزامن تراجعها مع الهجمات المتكررة على الأطباء والمستشفيات في غزة ؟. .
- وكيف هدأت المناوشات الصينية – التايوانية التي شغلت الدنيا بالتحرشات الحربية المتكررة في بحر الصين ؟. فهل أقلعت الصين عن رغباتها التوسعية. أم ان الأمر يرتبط بسيناريو أحداث الشرق الأوسط ؟. .
- كنا منشغلين قبل بضعة أسابيع بأخبار القصف الجوي الروسي في سوريا، وأخبار الصراع الاخوي بين حميدتي والبرهان في السودان، وبين حفتر والرافضين له في ليبيا، وبين الجزائر والمملكة المغربية، ومنشغلين بأخبار الانقلابات المتلاحقة في القارة السمراء. فجاة تغيرت الأمور، وعم الهدوء النسبي، وتوجهت الانظار نحو قطاع غزة الواقعة تحت الحصار ؟. .
أخيراً وليس آخراً: هل تعتقد ان الحشود الحربية المخيفة التي ألقت بثقلها كله في الشرق الأوسط، هل تعتقد انها جاءت لتدمير غزة وحدها. أم انها جاءت لتغيير ملامح المنطقة برمتها في سيناريو معد مسبقاً ومدروس بعناية، ومكتوب بالحبر السري. وأدوار متفق عليها بين امريكا واخواتها والسائرين في ركابها. .
حاول ان تخلع عنك جلباب بساطتك، وتنظر إلى المواقف الدولية بتجرد واستقلالية تامة، وذلك لكي تتأكد بنفسك ان الصدفة لا علاقة لها بما شهدناه من كوارث تشيب لها رؤوس الرضعان. وليكن في علمك ان الذئاب لا تهرول عبثا. .