بقلم: جعفر العلوجي ..
مع استنكارنا وبراءتنا من تصرفات النظام البائد المجحفة والظالمة إلا أن الكثير من مؤسساتنا التي تستنكر وتندد مازالت تعيش عنفوان وجنون وهمجية النظام السابق وأزلامه في التعاطي مع المناسبات والاحتفالات والتصرف بالعنجهية ذاتها التي كان يتحكم بها أزلام ذلك النظام البائد.
جميعنا يدرك ويعلم علم اليقين أن الحملات الانتخابية لكبار المتنفذين غالبا ما تكون وبالاً على الشعب ومؤسسات الدولة التي يدفع الموظف فيها مرغما فواتير بذخهم وحملاتهم الانتخابية بأسلوبها القديم على طريقة الأفلام المصرية القديمة (تنتخبوا مين).
ولعل من أكثر المشاهد المؤثرة في طابعها السلبي المدمر والذي يأتي بالضد من صاحب الحملة الانتخابية الذي خسر المشيتين هو ما شاهدناه في ملعب كربلاء الدولي من مشاهد مؤسفة ومن قبلها ملعب الكرخ في بغداد، وكيف يتم التعامل مع الأرضية للملعب والموجودات مع أن ملعب كربلاء تحت الصيانة والتأهيل، وإنزال المئات من الجمهور الانتخابي الى الساحة هو الظلم بعينه والإهمال بأوسع صوره، ولو كان لهؤلاء القائمين على المهرجانات الانتخابية أدنى قدر من الرؤية المستقبلية والاستشارة لما أقدموا على مثل هذه الخطوة التي صارت مثارا للسخرية والتندر بالهمجية والتعاطي مع المنشآت الرياضية التي تصرف وتهدر من أجلها الملايين لتكون جاهزة للمباريات والمسابقات وليس للعبث بساعة من الزمن يتحول بها الملعب الى مطعم للنفايات وبقايا العصائر والطعام والخراب المنتشر في أروقة المكان.
ندرك أن لا أحد يستطيع كبح جماح هؤلاء المتنفذين بأحزابهم وبشكل خاص في المحافظات ولا يمتلك الوزير والاتحاد سلطة لمنع هذه المظاهر سوى السيد رئيس الوزراء شخصيا لأنه يستطيع أن يوقف سيل المهازل عن منشآتنا الرياضية والتجاوز عليها.
همسة …
هناك من أساليب الدعاية والإعلان ما هو أجدر وأكثر تأثيراً عبر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء لتحقيق الغاية المطلوبة، ومن الصعب أن نبقى متمسكين بالأساليب القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، والعقل زينة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب أسلم الحلول .