بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما لا يعلم الكثيرون ان اليهود، الذين يعيشون داخل كيانهم الزائف أو خارجه، ينفردون برؤية خرافية ثلاثية الأبعاد، ويظنون ان مصيرهم مرهون في المرحلة الراهنة بتلك الرؤية الضيقة، والتي هي بالتأكيد متقاطعة مع توجهات معظم الشعوب والأمم في كوكب الأرض . .
- العقدة الأولى: قناعتهم المطلقة بأنهم شعب الله المختار، وانهم الأفضل والأعلى. وهذه القناعة مترسبة في عقولهم، وراسخة في قلوبهم. وهي تبيح لهم ارتكاب ما يشاؤون من المفاسد والخروقات والانتهاكات، وتمنحهم الحصانة التامة في كل زمان ومكان، وتعفيهم من الالتزام بالقوانين والاعراف والمعاهدات الدولية. .
- العقدة الثانية: وهي عقدة الشعور بالاضطهاد. فقد وجد الاسرائيليون أنفسهم منذ قرون في أمس الحاجة إلى تقمص دور الضحية، حتى لو كانوا غاصبين ومحتلين، وحتى لو كانوا يمارسون الظلم والاستبداد ضد الشعب الذي نهبوا أرضه، وصادروا ممتلكاته، ومارسوا ضده أسوأ طرق التعامل اللاإنساني. وحتى لو كانوا يبسطون نفوذهم على بنوك العالم، ويتلقون الدعم الحربي من اقوى جيوش العالم، ويتحكمون بمداخل الانترنت ومخارجه، ويتحكمون بأشهر الشبكات الإعلامية. . ولو تصفحت تاريخ الغزوات منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا لن تجد محتلاً واحداً تظاهر في يوم من الأيام بأنه هو الضحية. باستثناء هذا الكيان المحتل الذي ظل يتفنن بلعب دور الضحية الوحيدة في الكون. بل ان كل فرد من الشعب الاسرائيلي يتصرف وكأنه هو وحده المضطهد. .
العقدة الثالثة: وتتمثل بسعيهم الحثيث نحو تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، وطرده من المملكة البشرية، والتعامل معه وكأنه من المخلوقات الدخيلة على سكان الشرق الأوسط. لكنها تشبه البشر. فالفلسطيني في نظرهم لا تسري عليه مبادئ حقوق الانسان. وتسري هذه النظرة على الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية. .
ولسنا مغالين إذا قلنا ان الشعب الاسرائيلي كله يحمل هذه العقد الثلاثية في عقله ووجدانه، وقلما تجد من لا يحملها ولا يؤمن بها. .