بقلم أياد السماوي ..
أبدأ مقالي لهذا اليوم بقوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) صدق الله العلي العظيم .. ولا بدّ لي أولا أن أنحني تحيّة وإجلالًا وإكراما لرجال المحكمة الاتحادية العليا الأبطال الميامين الذين صوّتوا يوم أمس لهذا القرار التاريخي الخالد ، وأخصّ بالذكر ذلك البطل الذي عزف بشجاعته وإخلاصه للوطن أروع وأجمل سمفونية للعدالة في تأريخ القضاء العراقي منذ حمورابي وحتى هذه اللحظة ، فتحيّة من الله ورسوله للقاضي جاسم محمد عبود العميري ، الذي صمد وحكم بالقسط والعدل ضاربا عرض الحائط كلّ الضغوط والمغريات التي مورست عليه من الجميع تحت شتّى الذرائع مِن أجل أن لا يصدر حكمه بهذا الفاسد العميل ويخرج بتسوية لا يدان بها ، ولكنّ إرادة الله كانت أكبر مما سعى لها المتورطون مع الحلبوسي في فساده وصفقاته ونهبه للمال العام .. فإذا أراد الله شيئا هيّأ له أسبابه ، فالحمد لله الذي جعل من البطل جاسم العميري سببا لخلاص العراق وشعبه من أخطر عميل صهيوني تسلّل إلى العملية السياسية في غفلة من الزمن ، عميل دنيء وفاسد وسارق لا مثيل له من بين جيش الفاسدين والسرّاق واللصوص والسفلة .. والحمد لله الذي انقذ مجلس النواب العراقي من أخطر مزوّر في التاريخ ، هل يستطيع أحدا أن ينكر الحقيقة المؤلمة بأنّ الغالبية العظمى من عمليات التصويت التي كانت تجرى داخل قبّة مجلس النواب غير قانونية وكانت تمرّ بمزاجه فقط ؟؟ هل اعترض أحدا من السياسيين يوما على هذا التزوير الذي كان يجري أمام أعين الجميع ؟ وهل يوجد سياسي واحد في هذا البلد لا يعلم بفساد الحلبوسي ونهبه للمال العام ؟؟ من كان يجرؤ أن يقول لهذا الفاسد النزق أنّك فاسد وسارق ولص ، وأنّ من يعمل معه هم لصوص محترفون تفننوا بالإجرام والسرقة ؟؟ من كان يقدر أن يقول هذا للحلبوسي ؟؟ هل يعلم الشيعة والسنّة أنّ قرار محكمة العميري البطل قد انقذ البلد من أكبر عصابة للنهب والسرقة في العراق ؟؟ وهل يعلم جناب السيد عمار الحكيم أنّ رحيل هذا الفاسد العميل قد أنقذ البلد من أخطر مؤامرة لتقسيمه ؟؟ هل تعلمون يا عراقيين ما قام به البطل جاسم العميري لكم ولأبنائكم ولبلدكم ؟؟ وهل يعلم الساسة الذين اشتركوا مع الحلبوسي في صفقات الفساد والنهب للمال العام أنّ قرار محكمة العميري قد أنقذهم من شرور أنفسهم وهيّأ لهم فرصة للتوبة وترك الفساد والسرقة للمال العام ؟؟ كم هو جميل للقاتل رحيل الشاهد الوحيد عليه ؟؟ هكذا كان محمد ريكان الحلبوسي بالنسبة لمن اشترك معه بالفساد والسرقة ، لماذا لم يفرح الساسة الشيعة برحيله ؟؟ اليس من الواجب والأخلاق أن يصدر الجميع بيانات التأييد للمحكمة الاتحادية ورئيسها البطل ؟؟ أم أنّكم أكتفيتم بكلمة الشكر التي وجهها عمار الحكيم لهذا العميل الصهيوني ؟؟ ولماذا لا يطالب الساسة الشيعة من القضاء العراقي إصدار أمر القبض بحقه ومنعه من السفر ؟ ألم تدينه المحكمة بتهمة التزوير ؟ فلماذا إذن لا يصدر القضاء العراقي أمرا بالقبض عليه ومنعه من السفر ؟؟ وهل سيكون مصير هذا العميل الفاسد درسا لنا جميعا كي نخاف الله في بلدنا وشعبنا ؟؟ .. مرّة أخرى أطالب السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى بإصدار أمر القبض بحق محمد ريكان الحلبوسي ومنعه من السفر فورا .. وعلى كافة السلطات تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا البات والملزم للسلطات كافة .. ومرّة أخرى أقول للقاضي البطل جاسم محمد عبود ، فداك نفسي وأهلي أيّها المنقذ البطل .. بوركت من رجل لا يخاف في الله لومة لائم ..
أياد السماوي
في ١٥ / ١١ / ٢٠٢٣