بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل الصيحات الكاذبة والحملات المحبطة عن الحرب والمقاومة تأتينا دائماً من القراقوزات الذين لم ولن يذهبوا إلى الحرب. .
القراقور هو الاراجوز نفسه بتلونه وألاعيبه وقفزاته. وبكل صوره المسرحية والسينمائية المعروفة، وقد ظهرت علينا دفعة جديدة من الذين أطالوا اللحية، وخلعوا العمامة، وشوهوا جباههم بالوشم، ولبسوا الطرحة، وقصّروا الثياب والجلباب، من أمثال المتمشيخ (هشام بن فؤاد البيلي) ومن كان على شاكلته من الداعين إلى تكفير المقاومة، والمطالبين باعلان التحالف السلمي مع الأعداء مهما ارتكبوا من جرائم ومجازر وظلم وجور واستبداد. فالجهاد عند القراقوز (هشام فؤاد) شقيق (نجوى فؤاد) لا يستدعي إعداد القوة ورباط الخيل. فتعالت صيحاته مع تصاعد الغارات الهمجية ضد اهلنا في غزة، واختار الوقوف مع نتنياهو، والهجوم على ابي عبيدة في هذه المرحلة الحرجة. فتحدث عنه بكل قلة أدب وسفالة. ثم أخذ يطعن بعقيدته، ويشوه صورته، وكأنه من أهل البدع، وهو يعلم ان أكفان شهداء غزة أشرف وانظف من لحيته، وان نساءها أستر وأطهر من ضميره، ويتعين عليه ان يستمد الإيمان من أطفال غزة ومن جرحاها وايتامها وثكلاها. .
حتى إيدي كوهين (العدو اللدود لغزة) لم تصل به الدناءة إلى التطاول على رجالها بالطريقة التي اختارها البيلي ورهطه. .
ان أي كلمة لوم وعتاب وتشفي وشماتة بأهل غزة هي رصاصة غدر في صدورهم. ولا فرق هنا بين نتنياهو وهشام البيلي، الذي فقد رجولته وفقد نخوته، واختار الوقوف مع الصهاينه. فبدلا من أن يقول كلمة حق في نصرة المظلوم والمضطهد، راح يبرر للقعود والتخاذل، فتطوع لخدمتهم، وانضم إلى الجوقة التي دوخت الامة بالخلافات الفرعية التافهة. فقالوا: ان (رفع اليدين بالدعاء) بدعة. و (قراءة القرآن جماعة) بدعة. و كلمة (صدق الله العظيم) بدعة. و كلمة (جمعة مباركة) بدعة. و الاحتفال بالمولد النبوي بدعة. ثم خرجوا على الامة بألسنة حداد. يفرقون جمعها، وفي طليعتهم هذا الصرصور (البيلي) الذي يقول لأبي عبيدة: جاهد بالسنن ولا تجاهد بالسيوف. .
نعم. هكذا يتمشدق القاعدون الذين يلوون اعناق النصوص لخدمة المعتدين وخدمة المحتلين، يخرجون على المجاهدين بخطاب التثبيط والتخويف، وينعتونهم بالكفر والتقصير. .
شيء آخر: ماذا يريد هذا الخبيث من أبي عبيدة ؟. يريد منه ان يفتح الطريق للصهاينة، ويدخلهم غزة من ابوابها بعدما اشبعوها ضربا وقصفا وحصارا وموتا. . يريد من أهل غزة أن يخرجوا لاستقبال دبابات الماركافا بالورود والزهور والزغاريد. . يريد منهم مغادرة بيوتهم، والتنازل عن ممتلكاتهم، وترك الأرض للمحتل الغاصب. ومثل هذا الكلام لا يقوله إلا عميل مأجور. .
ختاماً: اتفق العرب الآن على ان ممثلة الافلام الاباحية (مايا خليفة) التي اعلنت الوقوف مع المظلوم ضد الظالم، ومعها الممثلة (انجلينا جولي)، وعارضة الازياء (بيلا حديد)، والحاخام اليهودي (يسروئيل دوفيد فايس) أشرف وأنبل من هشام البيلي وجماعته. الذين اصبحوا منبوذين، لأنهم سقطوا في مستنقع الرذيلة والقذارة. فظهروا على حقيقتهم. .