بقلم: هاشم حسن التميمي ..
صدق المثل العربي الشهير الذي يقول نحن امة اذا سرق الفقير اقاموا عليه الحد والقصاص واذا سرق او زور او خان الكبير انتخبوه ليكون زعيما للامة او رئيسا له ذيول وحاشيات ونسوان وجواري ومستشارين وجيوش من الاعلاميين.
وهذه الامة ابتليت بالدجل والنفاق فهي تؤازر الشرفاء بالخفاء وتركض خلف المتسلطين بالعنف وبالثروة وتبقى في خدمتهم لتحقيق رغباتهم حتى الشاذ والغريب منها وحين يشعرون ان صاحبهم اوشك على السقوط سارعوا لاسقاطه والتقرب من اعداءه…،
نعود لمثالنا فكلنا نعلم ان السجون العراقية تزدحم بسجناء متهمين بجنح وجنايات يرتكب مثلها وابشع منها الكبار بل ذيولهم واتباعهم كل يوم دون حساب… ونحن لسنا من الذين يشعرون بالشماته لسقوط فلان او علان لكننا نطالب بتطبيق القانون بروح الدستور الذي ينظر بعين المساواة لكل العراقيين..،، فاذا صح قرار المحكمة الاتحادية بعزل الحلبوسي واسقاط عضويته لثبوت التزوير وهنا نتسال اذا كان الحكم صحيحا وسقطت حصانة رئيس البرلمان وعاد لاصله كما ظهر في برنامج الشرقية (فطورك علينه) فيفترض ان يحال لمحكمة الجنايات اسوة باقرانه من ذات التهمة… وهنالك تهم اخرى اطلقها النائب مشعان الجبوري وفي وسائل علنية وبكامل وعيه وارادته اولها اداء القسم بالولاء لايران في دورته الاولى وقبض ثانيا بحسب الجبوري في دورته الثانية (120 )مليون دولار من الامارات العربية واخرين تحدثوا عن تعاملات مع شركة علاقات عامة صهيونية. وزاد البعض الاخر ورسم سيناريو رهيب للتطبيع…وهذه تهم خطيرة تصل للخيانة العظمى واخرى التهديد بتعكير السلم الاهلي وهنا لابد ان يتحرك المدعي العام او مجلس القضاء الاعلى. للنظر بهذه الاتهامات الخطيرة. ليحكم بعدالة وانصاف بتجريم الرجل او تبرءة ساحته….والمهم نحتاج لبرهان على اننا امة قانون تحكم بالعدالة الكبير مثل الصغير وتضع الجميع في ميزان واحد…. وتسعى السلطات الثلاث لتعزيز الثقة بالقانون.. والايمان بانه فوق الميول والاتجاهات رلايخضع لضغوط ورغبات اصحاب النفوذ ولعبة التصفيات للفوز بالانتخابات والاستحواذ على المناصب والمكاسب.
ولعل المشكلة الحقيقية التي تعاني منها العملية السياسية في العراق والعديد من بلدان العالم الثالث تتمثل بنمو الشعور بالعظمة وتصديق الاكاذيب بان فلان زعيم اوحد وقائد للضرورة ومنقذ البلاد وعبقري الاصلاح ونموذج النزاهة والشجاعة والجهاد وحامي البلاد والى اخر قائمة الصفات…وهذا الوهم يجعل فلان يتمسك بالسلطة والمنصب لمدى الحياة لايكتفي بدورتين او حتى الضعفين بل المطلوب التشبث بالكرسي مدى الحياة ومعه حاشيته لاسيما من انتقل من ادنى مراتب الحرمان والفشل والوضاعة الى مقامات ومواقع لم يكن يحلم بربعها وزينت له شلته المنافقة المنتفعة من فتات اختلاساته وموبقاته انه خلق للقيادة ولهذا المنصب وراحت تروج لادامة سلطته بالمغريات وبالقمع وتكميم الافواه وشراء الذمم والتخادم والتضامن مع لوبيات الفساد في الداخل والخارج للسيطرة على المشهد العام…..هذه هي مصيبتنا بمن جاعوا وابتلعوا المليارات وكانوا ذيولا واعتقدوا انهم قادة لهذا الزمان ومن اجل ذلك تهون عندهم الخيانة وانتهاك الامانة والامثلة لاتعد ولا تحصى نجدها في كل مكان في السلطات والنقابات والمنظمات والهيئات والجامعات وكل الوزارات ومن شذ عن هذه الثقافة فهو معزول او مقتول….!