بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اتفقت شعوب الأرض كلها على إعلان الإضراب الشامل اعتباراً من هذا اليوم الاثنين الموافق الحادي عشر من ديسمبر للضغط على القوى الدولية الحقيرة، وارغامها على وقف الهجمات البربرية التي تشنها العصابات الصهيوينة ضد المدنيين في قطاع غزة. فالإضراب الشامل هو الطريق الأسرع لتجاوز حدود الشجب والتنديد والاستنكار. ومنع وقوع الكوارث الإنسانية، وردع الأنظمة الشريرة الموغلة في القتل والتشريد والانتقام. .
من المتوقع ان يشمل الإضراب قطاعات النقل والمواصلات والتجارة والمطارات والموانئ وحتى المدارس والجامعات. .
ولدت فكرة الإضراب الشامل بعد القرار اللاإنساني الذي تبنته الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الأمن عندما رفضت نداءات وقف إطلاق النار، وواصلت دعمها الحربي غير المحدود لإسرائيل في حملاتنا المسعورة لتدمير الاحياء السكنية وضرب المستشفيات والتجمعات المدنية. .
يعتقد القائمون على الحملة أن شلّ حركة الحياة، وتعطيل العجلة الاقتصادية في كل البلدان، قد يسهم في جعل الجميع يشعرون بأنهم متأثرون بشكل مباشر من العدوان على غزة. فقد واصل الجيش الإسرائيلي تكثيف غاراته المدمرة على القطاع منذ السابع من اكتوبر الماضي، وخلّفت هجماتها الدموية 17 ألفا و487 شهيدا، و 46 ألفا و 480 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة. .
من المؤمل ان تشترك المنظمات اليهودية، داخل الارض المحتلة وخارجها، في فعاليات الإضراب الشامل. وبات من المؤكد انهم سيحملون شعارات منددة بسياسة نتنياهو. فقد تعالت هتافاتهم الآن: (نريد اولادنا أحياء، لا نريد اعادتهم بصناديق، يجب اعادت ابنائنا عبر التفاوض). وطالبوا باستبعاد نتنياهو من السلطة. في حين باشرت المنظمات الامريكية والأوروبية بتلبية نداءات السلم العالمي، وتقديم المساعدات الفورية للمناطق المنكوبة في غزة. لولا دعم الدول الغربية والولايات المتحدة لإسرائيل لما كنا نواجه هذه المشاهد الدامية في منطقتنا. .
لن يقف العالم ساكتا إزاء جرائم نتنياهو، ولابد من ان يدفع ثمن أفعاله، وسوف يُحاكم على جرائم الحرب التي ارتكبها عاجلاً أم آجلا. فقد أدركت شعوب الارض الآن ان أراضي غزة ملك للشعب الفلسطيني، وهو الذي ينبغي ان يقرر مصيره. .
أما على صعيد الأقوام المليارية المتفرجة فمازالوا ينتظرون عودة طيور الأبابيل لتقصف حكومة نتنياهو، لكننا على يقين تام انها لو عادت ثانية، فانها سوف ترجم بحجارتها الذين خذلوا غزة، وتقضي على الذين تآمروا عليها. .