بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كلما يطلق النتن ياهو كلمة من كلماته الوقحة، التي يتهجم فيها على المقاومة الفلسطينية في غزة ويتوعدهم بالانتقام، يرددها محمود عباس قولاً ولفظاً وفعلاً وبنفس الأسلوب المبتذل. فما ينطقه النتن باللغة العبرية يترجمه عباس إلى العربية، ثم يردده في لقاءاته اليومية وأحاديثه المملة، تشعر انه تحول إلى ببغاء صهيوني من النوع الذي يتقن الكلام، ويمتلك ذاكرة مشفرة ومدربة تجيد التكرار. حتى باتت طباعه أقرب إلى الببغاوات المطيعة منها إلى الطيور الجارحة. فطائر الببغاء يثرثر كثيراً لكنه لا يستطيع التحليق عالياً في فضاءات التحرر والانعتاق، على عكس النسور الصامتة، المعروفة بقدراتها المذهلة في القنص والانقضاض على الفرائس. هذا هو عباس، وهذه مواقفه المشينة المؤازرة لاسياده في تل أبيب. .
هل تتذكرون كيف كان يلطم ويبكي بحرقه حزناً وألماً على رحيل زعيمه الروحي أرئيل شارون. حتى أولاد شارون وأسرته لم يستطيعوا مجاراة عباس في البكاء والعويل والنواح، فقال فيه الشاعر عبد المجيد الجميلي قصيدته التي استهلّها بهذا البيت:
عباس قل لي ما الذي أبكاكا
أَبَكيتَ أم حاولت أن تتباكى
لم يكن عباس عميلا لهم وحسب، وإنما عبداً ذليلا من عبيدهم. وخادماً مطيعاً من خدامهم المخصيين. .
فلا تستغربوا من تصرفاته، وهجومه بلا مبرر على قادة المقاومة، وتحميلهم المسؤولية عما يجري، ولا تندهشوا من مساعيه الحثيثة لإنقاذ اسرائيل من ورطتها. .
ولو بحثتم قليلا في جذوره وماضيه لوجدتموه غير عربي، وغير مسلم، وهذه هي المفارقة التي لا يعرفها معظم الناس، ولكن لا يمكن تغطيتها بغربال التضليل بعد الآن، فالرجل تمت زراعته في قلب منظمة فتح من قبل اسرائيل، وهو عميل لهم منذ التحاقه بالمنظمة، وها هو اليوم يجاهر بعداوته للمقاومة، ويقف في السر والعلن ضد تطلعات الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التحرر من ظلم اسرائيل إلا بالتحرر من عباس وعصابته الذين يجسدون الخيانة العظمى بأرذل صورها. حتى تحولت المنظمة إلى مؤسسة نفعية استثمارية تعني بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، وتكرس وقتها للتجسس على المقاومة وتشويه صورتها. .
وبالتالي فان عباس هو المتآمر الاول على فلسطين، وهو اكبر مصائبها، ويجب محاكمته بتهمة الخيانة. وتهمة الفساد. وتهمة التواطؤ مع العدو. .
هل لا حظتم سلوكه العدائي هذه الايام، ذلك لأن الخائن يتمادى في عداءه لقومه، ويرغب بالقضاء عليهم كلهم، ويتمنى لو فقدوا أبصارهم، حتى لا ينظرون اليه بإزدراء، وحتى لا يبصقوا بوجهه. .