بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل لاحظتم ان 90% من الأمريكيين الذين رفعوا اياديهم بالفيتو، واعترضوا على قرارات مجلس الأمن الدولي كانوا من ذوي البشرة السوداء ؟. .
ليست هذه المتلازمة وليدة الصدفة، وإنما هي سياقات خبيثة دأبت عليها الولايات المتحدة منذ زمن بعيد، كي تعطي للناس انطباعات وهمية عن طيبة الأمريكي الأبيض، الذي تريده ان يكون مختلفا عن الأمريكي الأسود. .
فالفيتو الذي أعلنه ممثل امريكا روبرت وود لصالح اسرائيل ليس الفيتو الأول، فقد أعلنته امريكا 82 مرة أولها عام 1970. منها 46 كانت كلها لدعم حكومة تل ابيب في ما يخص الشأن الفلسطيني. ففي عام 1983 كان الفيتو لتأييد مجزرة صبرا وشاتيلا، وفي عام 2003 كان ضد ياسر عرفات، وفي عام 2004 كان ضد قرار وقف العدوان على غزة، وفي عام 2011 كان ضد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وفي عام 2018 كان ضد مدينة القدس، وفي الأسبوع الماضي كان ضد وقف إطلاق النار على غزة. .
اما الذين اعلنوا الفيتو فكانوا: كونداليزا رايس وهي سوداء، و كولن باول (اسود)، و ليندا توماس غرينفيلد (سوداء)، و روبرت وود (اسود)، وقد أثار (وود) غضب الرأي العام العالمي، بعد تجاهله كلمة المندوب الفلسطيني إبراهيم الخراشي في مجلس الأمن قبل بضعة أيام. .
يقول الكاتب الروسي مكسيم غوركي: لدى حكومة الولايات المتحدة كل ما يتمناه الإنسان، لكنهم يفتقرون إلى المشاعر الإنسانية، لذا فعندما وصلها الأديب الإيرلندي (أوسكار وايلد) سأله ضباط الجمارك في الميناء: هل لديك ممنوعات يا سيدي ؟. قال لهم: نعم فأنا احمل معي إنسانيتي حيثما ذهبت. .
أما ردود الأفعال العربية والإسلامية فجاءت على لسان وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، الذي قال: ان استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الإماراتي، يمثل إهانة للأعراف الإنسانية. .
وجاءت على لسان مستشار الرئيس الإماراتي (أنور قرقاش)، الذي انتقد استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع القرار الذي قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة. .
وجاءت ايضاً على لسان وزارة الخارجية الإيرانية، التي قالت: أن الحكومة الأمريكية أثبتت مرة أخرى أنها هي الفاعل والعامل الرئيسي في قتل المدنيين والمواطنين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة. .