بقلم: أياد السماوي ..
بحسب مقررة مجلس النواب ، فإن جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد ستعقد في بداية السنة الجديدة .. وكما يقول المثل ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) ، كان من المفترض أن تعقد هذه الجلسة قبل انتخابات مجالس المحافظات ، ولكنّ إرادة الفساد في التأجيل إلى ما بعد الانتخابات كانت أقوى وأمضى ، وقد نجحت بذلك من أجل أن لا ينكسر حزب المخلوع في هذه الانتخابات وإعطاء رسالة مضللة لأبناء الأنبار والمحافظات الغربية ، أنّ المخلوع باق وأنّ احتمال رجوعه لرئاسة المجلس لا زالت قائمة ، بل أنّ أحدهم ذهب إلى أبعد من ذلك متحديا الإعلامية ( منى سامي ) بأنّ الرئيس القادم إن لم يكن المخلوع ، فسيكون من يوافق عليه المخلوع ولن يمضي إلا بإمضاءه .. وها هي الانتخابات قد انتهت وجبهة الفساد حققت ما كانت تخطط له ..
لكن الأمر ليس كما تريده وتتمناه جبهة الفساد التي لا زالت داعمة للمخلوع وتريد إعادته وتسويقه مجددا للعمل السياسي ، فرئيس مجلس النواب القادم لن ولن يكون من تقدم ولو تحالفت كلّ إرادات الفساد في المنطقة والعالم .. فالموضوع لا يتعلّق برغبة هذا الفاسد أو ذاك من الذين توّرطوا معه في صفقات الفساد والرذيلة ، بل أنّ الموضوع يتعلق بالعراق وشعبه ومستقبله ، فالمخلوع لم يكن خطرا على العراق بسبب فساده ولصوصيته ونهبه للمال العام ، بل أنّ خطر المخلوع أكبر بكثير من ذلك .. فخطر المخلوع يرتبط بارتباطه المؤكد بحزب البعث المجرم ( حزبه وحزب أبيه وأهله ) ، وكذلك ارتباطه المؤكد أيضا بإسرائيل وصفقة القرن ، فإقليم الأنبار الذي يسعى له المخلوع وحزبه ، يرتبط بهذا الهدف ارتباطاً وثيقا وقد استلم من دول الإقليم مئات ملايين الدولارات من أجل تحقيقه .. وبالتالي فرئيس المجلس القادم يجب أن يكون أولا من الأنبار ، وثانيا من الذين يملكون القدرة على تفكيك منظومة المخلوع في مجلس النواب ومحافظة الأنبار .. فالأمر لن يكون خاضعا للعلاقات الشخصية والصفقات المشبوهة بالمرّة .. فمصلحة العراق وشعبه ومستقبله تكمن في اجتثاث منظومة المخلوع في كل مؤسسات الدولة العراقية وخصوصا في مجلس النواب وكافة الأجهزة الأمنية الحساسة التي زرع فيها المخلوع الآلاف من أيتام البعث المجرم ..
أياد السماوي
في ٢٤ / ١٢ / ٢٠٢٣