بقلم: كمال فتاح حيدر ..
من المخجل والمؤسف ان يصل الحال بالجوقة الإعلامية السيساوية المشفرة إلى مستوى الابتذال والإسفاف في تغذية حملاتهم الإعلامية الموتورة ضد سكان غزة. .
لم يطلب قادة المقاومة من الجيش المصري مشاركتهم في الاشتباكات اليومية، ولم يطلبوا منهم تزويدهم بالذخيرة والسلاح لا سمح الله، فقد انحصرت مطالبهم بفتح معبر رفح فقط، والسماح للشاحنات الدوائية والغذائية بدخول القطاع مقابل أموال مضاعفة يدفعونها لهم بالعملة الصعبة. لكن العجب العجاب، والمثير للدهشة والاستغراب هو هذه الوخزات والطعنات الإعلامية اليومية التي انفردت بها القنوات السيساوية ضد غزة واهلها، حتى القنوات الصهيونية المعادية لفلسطين، لم تصل بها الدناءة إلى المستوى الذي بلغته قنوات السيسي في التهريج والتشويش والتضليل والتلفيق والتحامل بلا مبرر منطقي، وبلا سبب مقبول، تارة بصوت وحركات المتفحم (أحمد موسى)، وتارة بصوت المنتفخ (إبراهيم عيسى)، أو المتلون (عمرو أديب)، وشقيقة (عماد)، وزوجته (لميس)، والمغفل (نشأت الديهي). والرعناء (حياة الدرديري) التي سبق لها أن طالبت السيسي بقصف غزة بالمنجنيق. ربما نحتاج إلى وقت أطول لاستعراض أسماء هذه النماذج السيئة من قرود السيرك السياسي. .
لكن اللافت للنظر أنهم تقمصوا شخصية واحدة في تقديم برامجهم، وظهرت قواسمهم المشتركة واضحة، تتلخص بالتلميحات الفارغة، والعويل والصراخ والعياط والثرثرة الصاخبة، تشعر انك تقف وسط فوضى لمراهقين لا حياء لهم، اما أغرب ما يوحد هؤلاء في تقديم فقراتهم اليومية في التهريج والسفسطة، فهو وحدة الموضوع. كلهم يتحدثون في موضوع واحد، وفي مساحة واحدة، وبكلمات مستنسخة ومتناظرة ومتكررة. .
والسؤال الذي يطرح نفسه لتحليل هذه الظاهرة الصوتية المخلة بشرف المهنة، هو لماذا تخصصت الفضائيات السيساوية بمعاداة غزة ؟، ولماذا انفردت بهذا الاختصاص من دون الفضائيات العربية الأخرى ؟. هل لأن غزة ظلت صامدة بوجه اعتى الجيوش وأكثرها شراسة، وهل لأنها لم تُهزم في ستة أيام ؟. أم لأن طائرات الزوّاري البسيطة الصغيرة تفوقت على صواريخ الظافر والقاهر والناصر، وتفوقت أيضا على طائرات F- 35 ؟. أم لأن غزة استطاعت تكبيد اسرائيل أفدح الخسائر والنكبات ؟. .
ختاماً: نقولها لكم مثلما قالها يوماً الفنان الأردني (منذر رياحنة) ولكن بصيغة تتناغم مع متن المقالة: (ان اختلاف أبواق السيسي معنا في الرأي حول قضية فلسطين يفسد الود كله، وينسف علاقنا بهم جملة وتفصيلا). .