بقلم: كمال فتاح حيدر ..
فجأة ظهر علينا خبير من خبراء التصحر الفكري ليعترض على رجال المقاومة في غزة، ويضع الموانع الفقهية المغلوطة على شكل نظريات تعبوية يدعوهم فيها للرضوخ والخنوع والخضوع والانبطاح والاستسلام لعصابات الخياليم. .
الفيلد مارشال الجديد هو المتمشيخ (إبراهيم المحيميد) الذي يستحق جائزة البقرة الضاحكة لمواقفه المتضامنة مع العصابات الضالعة في جرائم التطهير العرقي، فالمنطق الذي يتحدث به المحيميد هو نفس المنطق الذي يتحدث به كل من: بن غفير، ونتنياهو، وزئبف فركش، ومحمود عباس صاحب نظرية (أحمونا). .
بقول المحيميد في نظرية من نظرياته: (لن ينصر الله المقاومة في غزة). . فقالوا له: لماذا يا شيخ ؟. قال: (لأن السلاح الذي يقاتلون به جاءهم من إيران. وهي دولة غير مسلمة. وبالتالي فان غزة لن يحالفها الحظ في الانتصار طالما ان سلاحها جاء من ايران). بمعنى آخر ان السلاح إذا كان من صنع الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا سوف تسري عليه هذه النظرية، وهذا يعني تجريد البلدان الإسلامية من أسلحتها بضمنها المملكة العربية السعودية التي تعتمد على الترسانة الغربية في تعزيز قدراتها الدفاعية. .
وله نظرية تعبوية أخرى يقول فيها: (لا يحق للمسلم إعلان الحرب ضد الغاصب المحتل الذي يتفوق عليه في العدة والعدد). أغلب الظن انه اقتبس هذه النظرية من افكار المتفحم (أحمد موسى)، أو من طروحات الكبابچي (أبراهام عيسى). .
ودعونا الآن نستفسر من المحيميد عن الأسباب والمسببات التي دعته لتكفير ايران، واخراجها من الملة. كيف ؟. ولماذا ؟. .
ثم إذا كان المحيميد يحرم على المقاومة حمل السلاح الإيراني، فما الذي يمنعه من تزويدهم بالسلاح من المملكة ؟. بل ما الذي يمنعه من توفير الغذاء والدواء والماء للمسلمين المحاصرين في غزة ؟. ولماذا لا يدين ويشجب الاعتداءات الاسرائيلية ؟. هل لأنهم اخواننا من نسل سيدنا إبراهيم ؟، فيحق لهم اغتصاب ارضنا، ومصادرة حقوقنا، وقتل أطفالنا. لماذا لا يدينهم بكلمة من سطر واحد مثلما يدين المقاومة الآن ؟. .
ترى ما الفرق بين خطاب الفيلد مارشال المحيميد وخطاب المتصهين بايدن. الذي يتحدث كل يوم بنفس المفردات التي يتحدث بها محيميد ولكن باللغة الإنجليزية، فهو يقول: (نحن نساند الكيان المحتل، وندعم قاتل الأطفال الذي ارتكب المجازر بحق المدنيين، وقصف المدارس والبيوت والمساجد والكنائس، ونشاركه في الحصار ونسانده بالقنابل والبوارج والصواريخ). .
ولاتزال المجازر قائمة أمام أنظار العالم، ويشاهدها محيميد كل يوم من دون ان تهتز شواربه. .
قبل قليل كان احد زعماء الهنود الحمر يتحدث مع شاب فلسطيني. قال له: (عليكم ان تقاوموا حتى لا تُبادوا مثلنا). هكذا يتحدث الأحرار يا محيميد، وهذا هو صوت الحق يا منافق. لا أقول عنك: لا تفهم. ولكنك وبكل صراحة: لا تستحي ولا تخجل. .