بقلم : عمر الناصر ..
حقق السيد السوداني بإجراءه انتخابات مجالس المحافظات ما لم يستطع تحقيقه الكاظمي والسيد عبد المهدي، رغم النسبة المئوية المتدنية التي بلغت ٤١٪ ووفقاً لما اشارت اليه المفوضية ، التي اوضحت المكان الشاغر والثقل الكبير لجمهور التيار الصدري والاغلبية الصامتة الذي لم يكن متواجداً في المراكز الانتخابية المغلقة والتي لم تفتح ابوابها حتى لتصويت ناخب واحد، بظل خيبة امل كبيرة للشارع الذي تعوّد على ان يكون الفائز في كل انتخابات ليس بالضرورة هو من يشكل الحكومة وللتاريخ شواهد عديدة .
وفقا لمعادلة الصراع والواقعية السياسية واذا ما استعرضنا الحالة العراقية سنجد عدم وجود انسجام فعلي ولا مشاريع استراتيجية مشتركة لدى الشركاء والغرماء ، وان خروج اي كتلة سيؤدي لانشطار القرار السياسي وخلخلة واضحة في ميزان القوى التي تستند على مبدأ المحاصصة المكوناتية ، سيما ان غياب الصدريون في الانتخابات الاخيرة قد كشف عورة قناعة الشارع بالمشاركة الانتخابية ، فالعقيدة السياسية للتيار هي لسان حال الطبقات الشعبية الفقيرة والمعدمة التي لاتحتاج لرصيد اسيا او اغراءات اخرى لسحبهم الى صناديق الاقتراع ، بل لتغريدة واحدة من زعيم التيار تكفي ، وما بمخرجات القرارات المصيرية الوطنية والخروج من المنطقة الخضراء في اقل من ٦٠ دقيقة ، او الانسحاب من البرلمان ب ٧٤ مقعد، والالتزام بالمقاطعة الانتخابية الايجابية لا السلبية، الا دليل واضح على السمع والطاعة للسيد مقتدى الصدر.
ومن باب الانصاف كم من الكتل السياسية الموجودة لها القدرة على اتخاذ قرار جريء مشابه لقرار الصدر التاريخي بالانسحاب من مجلس النواب والرامي لحماية الدولة من تصدع الخلافات السياسية تطبيقاً لقواعد الاشتباك السياسي ولاثبات حسن النوايا ، وسواء اتفقنا او اختلفنا مع قرار المقاطعة او الانسحاب فلا بد من النظر بعين الموضوعية لحجم وقوة تأثير بوصلة القرار السياسي للتيار وان كان خارج البرلمان ، على اعتبار ان بعض الاحزاب لديها تأثير من خلال عدد المقاعد الانتخابية، والبعض الاخر يتمتع بالوزن السياسي، وبعضها يجمع بين الاثنين مثل التيار الصدري، لذلك فأن سكوت القوى السياسية عن غيابة طويلاً من المعادلة يعد خطأ استراتيجي فادح، يؤدي الى تأزم الأوضاع في المستقبل ويقوّض الديموقراطية الفتية ويضعف من قرار البيت الشيعي .
ان ذهاب السيد الصدر الى التكيّف مع الظروف والمتغيرات الانية في بعض الاحيان هي اعلى صفات التناغم مع المصلحة الوطنية التي يفسرها البعض بأنها ضياع للجهد وللحقوق والمكتسبات، بل هي في واقع الحال ترجمة حرفية ودقيقة ومثال يحتذى به لمبدأ التداول السلمي للسلطة ، الذي ينبغي ان يُدَرَسْ مستقبلاً لاثبات جدية القوى الحاكمة للمشهد في تغيير الواقع قواعد الاشتباك السياسي .
انتهى ..
خارج النص / ” الدنيا لا تساوي عندي عفطة عنز ” الامام علي بن ابي طالب ع .