بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قمة الخسران والانهيار عندما يتحول زعيم الإمبراطورية الأمريكية إلى قرد هزيل يتراقص على طبول نتنياهو. فقد انقلبت الموازين الحربية، وصارت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تلهث وراء الخطط التي يرسمها لها نتنياهو، وعلى وجه الخصوص بعد تقهقرها في الصمود أمام بسالة المقاومة، وما أن أدركت أنها فشلت في تحقيق أهدافها حتى طلبت من قرودها في البنتاغون توجيه فوهات بنادقهم نحو سوريا ولبنان واليمن والعراق وطلبت من غوريلات الدواعش توزيع عبواتهم الناسفة لقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين في احتفالات كرمان. .
مشكلة اسرائيل وأمريكا ومعها فرنسا أنهم اختاروا الحديد والنار بدلا من التفاهم والحوار، معتقدين ان ترساناتهم الحربية الجبارة المعززة بالتقنيات الفائقة كفيلة بترجيح موقفهم في دحر المقاومة، وكفيلة بإسكات أنصار غزة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق والجزائر. وهذا ما تحدثت به القناة 12 صباح اليوم، عندما تفاخرت بتنفيذ 10000 غارة جوية منذ بداية الحرب، القت فيها 56000 طناً من المتفجرات فوق رؤوس المدنيين المحاصرين في خانيونس والشجاعية ودير البلح. فخسرت سمعتها في شتى أرجاء الكون. وفقدت احترامها وهيبتها، وفشلت حتى الآن في تحرير أسير واحد، أو في استكشاف نفق واحد، وصارت امريكا تتصرف في الشرق على طريقة عصابات المافيا أو بأسلوب النعرات العشائرية. اغتيالات في لبنان، وأخرى في العراق، وتفجيرات بين المدنيين في كرمان، وتحركات أردنية مسلحة عبر الحدود السورية لقطع الإمدادات الداعمة للمقاومة، ومواجهات غير متكافئة تبعث على السخرية بين فرقاطات حربية عملاقة وقوارب مطاطية صغيرة في خليج عدن. هذه هي الشجاعة التي تتظاهر بها امريكا الآن على أرض الواقع. فهي ترى ان إغراق زورق يمني في البحر الأحمر شجاعة. وترى ان اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه شجاعة، وترى في اغتيال أبو تقوى ورفاقه شجاعة. وهكذا تستمر في تخبطها وتهورها واستهتارها، نزولا عند رغبات الفوهرر أدولف نتنياهو، أو تماشياً مع تغريدات المهرج السفيه (عمرو أديب) الذي طلب منهم تسديد غارات مماثلة إلى الدوحة. .
لقد بدأ العد التنازلي لإندحارهم. واعترفت فضائياتهم بخسائرهم الفادحة بالأرواح والمعدات. ولم تعد امريكا قادرة على تبذير أموال الضرائب لدعم ميزانية اسرائيل المثقوبة. وتعمقت النزاعات بين المعارضة الاسرائيلية وبين الاحزاب المتطرفة المهرولة وراء بغال نتنياهو. واصبحت أوكرانيا لقمة سائغة في فك الدب الروسي، وظهر زيلنيسكي راقصاً على وحدة ونص بملابس شفافة تستحي منها فيفي عبدة، وافتضح أمر رؤوساء امريكا في اغتصاب الغلمان والقاصرات على شواطئ جزيرة جيفري إبيستين. فأخزاهم الله بشر أعمالهم. ألا بُعدا لقومٍ قائدهم نتن، وكاهنهم متعفن. . .