بقلم: أياد السماوي ..
لا زالت تداعيات نكبة ليلة الهرير تتفاعل على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والدينية ، ولا زلت ردود الأفعال الغاضبة هي الأخرى تسيطر على معظم ردود أفعال هذه الأوساط .. كما ولا زالت ردود قادة الكتل السياسية التي صوّتت للصدامي الطائفي شعلان الكريم تتسم بالوقاحة وعدم الخجل والتحدّي لمشاعر العراقيين المجروحة من هذا التصرّف اللا أخلاقي الذي أنكأ الجراح وخدش المشاعر وهيّج العواطف وأشعل النار في صدور أبناء وعوائل ضحايا النظام العفلقي المجرم ..
ففي الوقت الذي يتوّجب على هادي العامري وعمار الحكيم وحيدر العبادي وأحمد الأسدي وشبل الزيدي وهمام حمودي ، تقديم الاعتذار للشعب العراقي عن هذه الفعلة الشنيعة ، ويعلنون عن ندمهم لما أقدموا عليه ، لا زال البعض من هؤلاء يبرر فعلته بأنّه لم يصوّت للشعلان بل لمرشح الكتلة السنيّة الأكبر ، في محاولة منهم لتضليل الرأي العام وامتصاص نقمتهم ، بغض النظر عن تاريخ هذا المرشح وارتباطاته السابقة بحزب البعث المجرم ، بل والأنكى من ذلك راحوا يصبون جام غضبهم على النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي الذي تحمّل سبابهم وتهديداتهم له ، لأنّه أنقذهم من عار أبدي سيلحق بهم وبأبنائهم حتى قيام الساعة ..
وحتى يطلّع الشعب العراقي على الحقيقة كاملة ، فإن التصويت للشعلان الصدامي ، كان لحزب تقدم الذي يرأسه البعثي المدان محمد الحلبوسي الذي ارتبطوا معه بصفقات فساد مالي وأخلاقي ، مع علمهم ودرايتهم التامة أنّ حزب تقدم هو نفسه حزب البعث ، وأنّ محمد الحلبوسي هو أمين عام حزب البعث وهو الذي يدير نشاطه في العراق ، وكاتب هذا المقال سبق له ولعشرات المرات قد أوضح حقيقة حزب تقدم ، وها أنا أعيدها للمرة الألف أن حزب تقدم هو نفسه حزب البعث الصدامي ، وأنّ رئيس هذا الحزب محمد الحلبوسي هو نفسه زعيم حزب البعث المجرم .. فمن كان غافلا عن هذه الحقيقة ويدعي عدم معرفته بهذا الأمر ، فليعلم بها الآن ، فالفرصة لا زالت سانحة أمامه للتراجع وإعلان الندم عن الفترة الماضية التي انخرطتم فيها بصفقات مع هذا البعثي العميل والتخلّي عنه وعن حزبه .. فوالله ثم والله إن لم ترفعوا أياديكم عن الحلبوسي وحزبه ستكون عواقبكم وخيمة وسوف تسحلكم الجماهير في الشوارع .. كونوا توابين واعلنوا للشعب العراقي عن خطأكم وندمكم ولا تتمادوا أكثر من هذا .. وقدموا اعتذاركم للمندلاوي الذي أزال العار عنكم وأنقذكم من المنزلق الذي انزلقتم فيه وكاد أن يأخذكم إلى مستنقع الخزي العار الأبدي ، لولا العناية الإلهية التي أنقذتكم على يد المندلاوي ..
أياد السماوي
في ١٦ / ١ / ٢٠٢٤