بقلم: كمال فتاح حيدر ..
للكاتب الصهيونى (إيفي ليبكين) Avi Lipkin عدة مؤلفات. يدعو فيها إلى احتلال مكة والمدينة، والتمدد غربا لاحتلال سيناء بأكملها وصولا إلى نهر النيل، والتمدد شرقا وصولا إلى نهر الفرات، والوصول إلى مدينة القرنة (اقتران دجلة والفرات في شط العرب) لاستعادة ضريح النبي (العزير). .
كان آخر مؤلفاته كتابه السادس الموسوم: (الرجوع إلى مكة) Return to Mecca، الصادر عام 2015 باللغة الإنجليزية في 271 صفحة من القطع المتوسط. وبالامكان الحصول على نسخة مجانية منه بصيغة PDF من خلال البحث في الشبكة الدولية. لكن قوى التطبيع والتواطؤ رفضت ترجمته حتى لا يكتشف العرب النوايا الصهيونية المبيتة. .
يفصح الكاتب عن النوايا التوراتية بتحرك العصابات الإسرائيلية ومن خلفها الجيوش الغربية في السنوات القادمة للاستيلاء على مكة والمدينة. ثم يتخذوا من مدينة (خيبر) قلعة لهم، يقيمون فيها 38 عاماً، تليها سنتان يتغلغلون فيها في الصحاري الواقعة غرب الفرات. .
يعتمد السفيه (ليبكين) في هلوسته على نصوص تاريخية مُقتبسة من خزعبلات يوسيفوس Josephus، وكذلك من مؤلفين يونانيين ورومانيين منذ 2000 إلى 2300 سنة مضت حول خروج بني إسرائيل من مصر. ثم يتصفح المؤلف الكتاب المقدس لإظهار كيف تجول الإسرائيليون بين ربوع شبه الجزيرة العربية في العصور الغابرة. ويشير أيضاً إلى مزاعمهم في سفر التثنية (الحادي عشر) بأن الله سيعطيهم الأراضي حيثما تطأ أقدامهم، بما في ذلك الجزيرة العربية. .
اغلب الظن ان حرب إسرائيل على غزة بدعم من جيوش الغرب، وبتأييد من السيسي وملك الأردن، هي صورة واضحة لتلك النوايا التوسعية التي ذكرها ليبكين في كتابه، وله خمسة كتب سابقة يتناول فيها التحريض على المسلمين باعتبارهم يشكلون تهديداً للصهيونية. وله مقالات منشورة في مختلف الصحف والمجلات الأوروبية، استعان فيها ببعض المعلومات الاستخباراتية لبيان أن التهديد الإسلامي كان تهديداً خطيراً. .
لقد صدر كتابه الأول عام 1995 من 63 صفحة، وجاءت طبعته الأخيرة عام 1997 في 286 صفحة. ثم صدر كتابه الثاني بعنوان: (النهضة المسيحية من أجل بقاء إسرائيل) وكان بمثابة تكملة لكتابه الأول، وشمل على معلومات محدثة، لكنه أكد على أهمية الحلفاء السياسيين والاقتصاديين غير المسلمين. .
ثم جاء كتابه الثالث بعد عام من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. بعنوان: (تقويم تحديثات التهديد الإسلامي رقم 1 – 5763)، وتضمن مقالات ومعلومات محدثة، جمعها خلال الأشهر الاثني عشر التي أعقبت 11 سبتمبر. .
وتناول كتابه الرابع الديانة الإبراهيمية من جوانبها الداعمة لإسرائيل. ثم صدر كتابه الخامس عام 2010 بعنوان: (التحذير من الإسلام في سفر التكوين)، ويتناول فيه الصراع المتفجر بين الإسلام والعالم الغربي. .
وعلى النقيض تماماً جاءت استنتاجات المؤرخ الإسرائيلي (إيلان بأبيه)، الذي قال: (تؤكد المؤشرات على بداية النهاية للمشروع الصهيوني، وهي مرحلة طويلة وخطيرة، ويجب أن نكون جزءاً من الجهود الإنسانية لتقصير هذه الفترة، ويتعين على حركة التحرير الفلسطينية الاستعداد لملء الفراغ بعد انهيار هذا المشروع). .
ختاماً: تأتي مطالبات اليهود باحتلال مكة المكرمة متزامنة مع مطالبات الهنود باحتلالها. فقد ألقى الكاهن الهندوسي المتطرف (ياتي ساراسواتي) خطاباً غاضباً يحرض فيه الهندوس على غزو مكة المكرمة والاستيلاء على الكعبة المشرفة. .
فتباً لهذا الزمن الذي صرنا فيه هدفاً سهلاً لليهود والهنود. .