بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شاءت الأقدار ان تتلاحق الفضائح الصهيونية في شتى أرجاء العالم، فبعد فضيحة جزيرة جيفري إنيستين التي كانت ملاذا للداعرين والداعرات في البحر الكاريبي، وكانت وكرا من أوكار الموساد والشاباك، توجهت الأنظار الآن نحو مدينة نيويورك، وخرج الناس في تظاهرات عارمة أسفرت عن تدمير كنيس يهودي قديم في بروكلين يعمل كمركز لحركة يهودية حسيدية (Hasidic)، وذلك اثر اكتشاف دهاليز سرية، وسراديب وأقبية مظلمة مخفية تحت أرض المقر العام لحركة تشاباد – لوبافيتش (Chabad-Lubavitch) في كراون هايتس، وهو مركز يهودي يستقبل آلاف الزوار كل عام. الأمر الذي اضطرّ الشرطة إلى إغلاقه وتطويقه بحواجز أمنية، بينما انشغلت جهات أخرى بتفحص الدهاليز والسراديب والأقبية، والتحري عن الجرائم التي ربما ارتكبت بداخلها. .
أغلب الظن ان الدهاليز والممرات السرية تبدأ من الطابق السفلي لمبنى سكني فارغ يقع خلف المعبد، ثم تنحدر في جوف الأرض لتتصل بمكاتب وقاعات قبل أن تلتقي كلها في باحة تحت المعبد. .
يقول رواد المعبد إنهم نفذوا خطة للتوسيع والتمدد صممها لهم زعيمهم الحاخام مناحيم مندل شنيرسون (Menachem Mendel Schneerson)، الذي كان يقود جماعة تشاباد-لوبافيتش لأكثر من أربعة عقود قبل وفاته في عام 1994، حيث أعاد تنشيط أعمال المنظمة الدينية المتطرفة. واللافت للنظر ان مرتادي هذا المعبد يعتقدون ان زعيمهم (مندل) لم يمت، وأنه يمر بفترة سبات طويلة الأمد. .
بات من الواضح ان كهنة المعبد اليهودي استغلوا المساحات الفارغة، وتغلغلوا في جوفها من دون ترخيص رسمي. فبادرت إدارة المدينة إلى ردم الفتحات وإغلاقها بالإسمنت، فنظم رواد المعبد احتجاجاً ضد البلدية وكانوا يعتدون على الغير. دونما سبب. فاليهود بحسب نظرية وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية (انتوني بلينكن) لهم حق الرد المطلق في الدفاع عن انفسهم مهما ارتكبوا من جرائم وخروقات وانتهاكات. ولهم الحق في الاستيلاء على ممتلكات الغير وتجريد اصحابها من حقوقهم الشرعية. .
من اغرب ما نسمعه ونراه هذه الأيام ان المعابد الصهيونية هي الوحيدة التي تخالف القوانين والأعراف والشرائع، وتفعل ما يحلو لها، وتنادي بأعلى أصواتها بوجوب حرق سكان غزة وابادتهم بلا رحمة من دون ان يعترض عليها احد، ومع ذلك ينهال عليها الدعم من أمريكا واخواتها ومن سار في ركابها. .