بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تزعجني جدا خطابات السفهاء العرب الذين اختارتهم بلدانهم لتمثيلها في المحافل الدولية. وبخاصة أولئك الذين اعلنوا الولاء المطلق لمعسكرات الحاقدين والمتآمرين علينا، فتراهم يستهدفوننا ويطلقون علينا اتهاماتهم جزافا من دون أدلة ومن دون شهود. وهذا ما لمسناه قبل بضعة أيام في خطاب مستشارة ملك الاردن (سيما سامي إسكندر) الملقبة (سيما بحّوث)، والمكلفة رسميا من الحكومة الأردنية لتمثيلها في هيئة الامم المتحدة، وهي الآن تشغل درجة المديرة التنفيذية لهيئة المرأة. .
لأنه من غير المعقول ان تتأهل مواطنة عربية إلى هذا المركز المرموق لكي تشوه صورتنا من دون ان تحاسبها دولتها. واللافت للنظر ان خطابها يتناقض تماما مع خطاب وزير خارجية الأردن (ايمن الصفدي). على الرغم من علمنا ان الحكومة الأردنية اصبحت شريكة في الحصار المفروض على غزة، ولها صولات وجولات في توفير ما تحتاجه السوق المحلية الاسرائيلية منذ السابع من اكتوبر الماضي. ناهيك عن دورها المشهود في احكام قبضتها على حدودها الغربية لمنع تدفق السلاح إلى المقاومة الفلسطينية داخل الارض المحتلة. هذا كله نفهمه ونعرفه منذ اليوم الذي انتشرت فيه القواعد الأمريكية على ارض الأردن (16 قاعدة). ولكن ما لا نستطيع فهمه حتى الآن هو كيف تجرأت (سيما بحّوث) في التعريض باخلاق رجال المقاومة واتهامهم باغتصاب النساء المخطوفات ؟. اين هو الدليل على اتهاماتها ؟. وكيف سولت لها نفسها الإساءة لاهلنا في غزة ؟. وهل كانت (سيما) محتجزة مع المخطوفات وشاهدت بأم عينها حوادث التعذيب والاغتصاب ؟. ثم انها لم تبين لنا الأسس والمعايير التي اتّبعتها في تبنّي روايتها الكاذبة حول الاعتداءات الجنسية يوم 7 أكتوبر، والتي نفتها الصحافة الإسرائيلية والأمريكية. .
والغريب بالأمر ان اتهاماتها تتقاطع تماما مع اعترافات النساء الاسرائيليات والأمريكيات اللواتي افرج عنهن، وتحدثن امام عدسات وكالات الأنباء بكل صراحة ومن دون خوف. .
لا شك ان المتهم الوحيد بالكذب والنفاق والتضليل والتدليس والتلفيق هي الحكومة الأردنية التي سمحت لهذه المرأة في التجني على المظلومين وتشويه صورتهم. .
عذرا للشعب الأردني الشقيق، وعذرا لكل النشامى الذين لا علاقة لهم بما ترتكبه حكومتهم من اخطاء تاريخيّة. وبات من غير المستبعد مثول هذه المرأة امام قضاة محكمة العدل الدولية لكي تدلي بشهادتها الباطلة ضد الفلسطينيين، وتدحض ادعاءات جنوب أفريقيا. فقد كانت (سيما) متحيّزة تماماً لإسرائيل، وقد هاجمها النشامى بشراسة لسببين؛ هما:
- أنها تبنت رواية الاعتداء الجنسي على إسرائيليات يوم السابع من أكتوبر ..
- وانها ندّدت بما أسمته (أهوال) هجمات المقاومة، ولم تستخدم مفردة (الأهوال) في الحديث عن العدوان الإسرائيلي نفسه، وأظهرت تعاطفها مع عائلات من وصفتهم بالمختطفين الإسرائيليين في غزة، دون أن تتطرّق لأيّ تعاطف مع آلاف الأسيرات والأسرى والمختطفات من مواطني غزة على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي. . .
ألا لعنة الله على كل منافق ومنافقة، وكل مدلس ومدلسة. وسحقا لمن يتنكر لإنسانيّته وينساق على غير هدى وراء روايات الاعداء والمجرمين ومرتكبي حملات الإبادة الجماعية . .