بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بداية نرفع القبعة للشعب الأردني الشقيق لتضامنه الدائم مع غزة، ونمنحه البراءة الكاملة عن كل الأخطاء والحماقات التي ترتكبها السلطة الحاكمة في عمان. والتي كان آخرها الاذعان الفوري لإسرائيل والاستجابة الخاطفة لأوامرها بغلق مطعم شعبي في مدينة الكرك لأنه يحمل أسم (7 أكتوبر). في خطوة جبانة تحدت فيها الحكومة عشرة ملايين مواطن عربي غيور. وبدون أي مسوغ قانوني، وبدون أي قرار برلماني تستند عليه في ازالة الاسم وغلق المطعم، وفي انتهاك صريح لحرية التعبير عن الرأي. فكتب إيدي كوهين على حسابه الشخصي: (تلفون واحد من ضابط صغير أجبر الكيان الهاشمي بنزع اليافطة، وبإغلاق المتجر وبالاعتذار . هنا اسرائيل). .
بماذا تفسر الحكومة هذا الرضوخ والانحياز للصهاينة على حساب اخوانهم المدنيين الذين يتعرضون كل يوم للإبادة الجماعية ؟. وما سر هذا التهافت لإرضاء الارهابي نتنياهو ؟، ولماذا لم تحتج الحكومة الاردنية على تصريحاتهم بحرق غزة بمن فيها، وتصريحاتهم بتدميرها بقنبلة ذرية ؟. ولماذا لم تبد تذمرها وانزعاجها عندما نشر الكيان الأرهابي خرائط جديدة تتضمن ضم الأراضي الأردنية بكاملها لسلطة الاحتلال ؟. فقد كانت خرائطهم ضربة استفزازية قاتلة لعروبتنا وسيادتنا. وهي الآن تزين واجهات مكاتبهم في تل ابيب من دون ان يحتج عليهم احد. في حين كانت استجابة الحكومة الأردنية بسرعة البرق في ازالة يافطة المطعم الكركي. .
لا شك ان صاحب المطعم كان يتمتع بحريته الشخصية التي ليس فيها خدشا للأعراض، وليس فيها إساءة للمملكة. .
أذكر ان حكومة حسني مبارك لم تعترض على المطرب الشعبي الراحل (شعبان عبدالرحيم) الذي قام بتوجيه عشرات الصفعات المدوية إلى إسرائيل بأغنيته الشهيرة (أنا بكره إسرائيل)، واستمر (شعبان) يرددها في حفلاته الليلية حتى وفاته. .
نحن ندرك تماما ان لا جدوى من مخاطبة الحكومة التي اشتركت في فرض الحصار على المحاصرين، وكانت سباقة في إرسال المساعدات الغذائية والدوائية إلى تل ابيب. وارسلت المستشارة (سيما بحوّص) للإدلاء بشهادتها ضد رجال المقاومة. .وهي الآن تعبّر عن اصطفافها مع معسكر الاعداء بكل صراحة. .
كلمة أخيرة: حتى لو هدمتم المطعم فان الشعب الأردني يدرك حجم الضرر الذي تمخض عن اهتزاز مكانتكم كدولة يفترض ان تتمتع بسيادتها الكاملة فوق ارضها. .