بقلم: كمال فتاح حيدر ..
إبتداءً من هذا اليوم وحتى عام 2048، أي وحتى الاحتفال السنوي بقيام الكيان الزئبقي المتمدد. سوف تكون الديار العربية هدفاً سهلاً لسلسلة من المتغيرات في العادات وقواعد السلوك وفي المناهج التربوية والتعليمية. وصولاً إلى طمس هويتنا الوطنية والقومية والدينية. وسوف تشترك الجماهير والحكومات والأحزاب (من حيث تدري أو لا تدري) في تنفيذ أهداف الانهيار الذاتي بتوجيه من القوى الظلامية التي تحمل معاول التغيير الشامل بذريعة التنوير والتطوير. .
فقد بات من المتوقع تعرض المكتبات والمدارس والجامعات إلى التدمير والتخريب. وربما تتذكرون كيف ظهرت علينا كتائب مكافحة الدوام المدرسي في مدينة ذي قار العراقية. لكن الايام القادمة ستشهد حملات جديدة يقودها الرعاع وأصحاب العقول المشفرة لحرق مكتبات التراث وحرق المتاحف ونهب محتوياتها، وسوف تتوسع حملات التهديم لتشمل المساجد والكنائس، ثم يفرضون علينا قواعد جديد لمنع الأذان بمكبرات الصوت، وإلغاء مقررات التربية الدينية وحذفها من المراحل الدراسية كافة. وإلغاء التقويم الهجري والتقويم الشمسي قمري، وحذف الأعياد والعطل الأسبوعية ومنع الاحتفالات الوطنية، واستبدالها بالعطل والاحتفالات الأوروبية. وسوف تغزوا المدن العربية مؤلفات جديدة لتفسير القرآن والانجيل بما يتوافق مع التوراة والتلمود، وسوف تصدر قوانين لتقليل أعداد دور العبادة بخطوات متأنية، فهي إن لم تحصل في البلد الذي تعيش فيه أنت، فسوف تكون نافذة المفعول في دول الجوار، وقد باشروا منذ سنوات بتشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال تنظيمات (داعش)، أو من خلال الفقهاء المزيفين بفتاوى ما انزل الله بها من سلطان. على غرار الفتاوى التي حرمت الاعتراض على الحاكم حتى لو كان مخمورا ومنتشيا بالمخدرات ويمارس الزنا على شاشات التلفاز وبالالوان الطبيعية. واستكمالا لتلك المتغيرات المخيفة التي باتت تهددنا في عقر دارنا، سوف تكون الخطابات موحدة في كل المساجد بإشراف وتوجيه رجال الأمن في عموم البلدان العربية. وسوف تستحدث الحكومات هيئات متخصصة بنشر الرذيلة، ومتخصصة بترخيص الدور الاباحية، واشاعة المجون والفسوق. .
وسوف تتعرض مقررات تدريس اللغة العربية إلى التلخيص والاختزال، وتكون الأولوية لنشر اللغات الإنجليزية والفرنسية. وسوف يشهد العالم كله حملات ضارية لمطاردة الدعاة والمشايخ (من الفرقتين) وتغييبهم في السجون والمعتقلات، ومنع النساء من ارتداء الحجاب، وسوف تصاحبها حملات لإرغام الجنود والعمال والطلاب على تناول الطعام في رمضان على غرار الحملة التي قادها (بورقيبة) في تونس. .
سوف تكون في كل محافظة وفي كل عاصمة بعض المناطق المعزولة المخصصة لتعاطي المخدرات وممارسة الشذوذ، وتكون محمية ومدعومة ومجازة رسمياً. وسوف تكون جميع الأحزاب الدينية (إسلامية أو مسيحية) مدرجة على قوائم الارهاب. وسوف تتعرض البلدان العربية كلها لهجرات منظمة لليهود والهندوس والبوذيين، وتخصص لهم مدن ومجمعات يسكنونها، ويقيمون فيها، وذلك تمهيدا لقلب أنظمة الحكم العربية بأيديولوجيات مختلفة ومفاهيم دخيلة. وقد بدأت هذه التجربة في بريطانيا التي يقودها سوناك ريتشي وهو هندوسي، والولايات المتحدة التي بات يحكمها المهاجرون الجدد، فلا تستغرب عندما تتغير التركيبة السكانية في بلدك، ويحكمك رئيس من المكسيك، وتترأس البلد العربي المجاور لك زعيمة قادمة من هونولولو. وسوف تشهد البلدان العربية المحصورة بين النيل والفرات سلسلة من المشاريع المعمارية لإحياء المدن والمواقع اليهودية القديمة والمندرسة. وسوف تتغير ملامح الارض لتعود بعقارب الزمن إلى العصور الغابرة. .
ختاماً: هذا ما يخططون له، وهذا ما ينوون القيام به. وقد آن الأوان لقطع مخالب الشياطين التي أنتهكت أرضنا وصادرت حقوق شعبنا ودنست مقدساتنا، واستهدفت المنطقة برمتها. .