بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أجمل ما كتبه المحلل السياسي (رونين برغمان) في صحيفة يديعوت احرونوت مقالته التي قال فيها: (إن جيش إسرائيل وأجهزته الأمنية وحاشية رئيس الوزراء أشبه بعذراء ساذجة تتذوق طعم الابتذال لأول مرة في الملاهي الليلية، أو كشخص مخبول استحوذ عليه الغرور، فدخل قاعة القمار، وبدأ في دفع المزيد من الأموال في لعبة الروليت معتقدا أن الحظ سوف يأتيه فى مقامرة واحدة غير مبال بالخسائر التي تكبدها في معظم الجولات). .
وهذا ما تفعله إسرائيل بالضبط في قطاع غزة، حيث تواصل قصفها الهمجي من دون أن تحقق اي تقدم بعد أكثر مائة يوم في حرب غير متكافئة. .
فجيش الابتذال عبارة عن قطعان من الضباع يقودها خنزير بري. حيث التنظيم السيء، وسوء التواصل مع الرعاع في قاعدة (رعيم العسكرية)، أو مع مقر قيادة فرقة غزة، حتى أوصلتهم رياح الفشل إلى مراجعة الفيديوهات التي نشرتها المقاومة والتي أظهرت فيها براعتها في صيد واقتناص دبابات الميركافا، فاعتكفوا على مشاهدة الفيديوات لكي يتجنبوا الوقوع في الفخاخ. .
كانت صدمة هائلة لسكان المستوطنات الصهيونية عندما شاهدوا هبوط الإمدادات من الجو عن طريق المظلات لإيصالها إلى الوحدات الحربية المطوقة والمعزولة، والتي بات من الصعب الوصول اليها. فشعر المستوطنون بالذعر لمنظر المظلات التي أنزلتها الطائرات إلى جنودهم المحاصرين، بينما اصبح الحديث عن تحرير المخطوفين والاسرى من الأحاديث منتهية الصلاحية. فالأسرى يموتون بالنيران الاسرائيلية. ولا أمل في خروجهم أحياء حتى لو نجحوا بالخروج حاملين الأعلام البيضاء وتوجهوا بها نحو الجنود الاسرائيليين فان مصيرهم الموت المحتوم. وربما سمعتم بذلك الجندي الذي استيقظ مذعورا من كابوس مخيف، فأمطر رفاقه بوابل من نار، وارداهم بين قتيل وجريح. .
لقد ادرك جيش الابتذال الآن، وبعد فوات الاوان، ان جنود الاحتياط لم يتدربوا أبدا على حرب المدن والشوارع، وأن قادة مخابراتهم عجزوا عن فهم ما يجري أمام أعينهم، وقد استفادت كتائب القسام كثيرا من النزعة الانهزامية لدى الجنود والمرتزقة. .
شيء آخر: حقيقة ظهرت لأهل الأرض جميعاً، يجب أن تقال: ان كَفَّةُ العرب والمسلمين دون غزة لا وزن لها، وهذا سبب تكالب العالم عليها. .