بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بعد الضجة الإعلامية المفتعلة التي رافقت الاستجابة الأردنية السريعة لأوامر تل ابيب بإزالة لافتة مطعم 7 اكتوبر في مدينة الكرك. قرر اصحاب المتاجر والمحال التسويقية والكازينوهات والمطاعم في العراق واليمن ولبنان وسوريا والجزائر والسودان وباكستان وايران وإندونيسيا، قرروا استبدال أسماء متاجرهم بأسماء مستوحاة من من عمليات طوفان الأقصى. فاصبحت لدينا مطاعم 7 اكتوبر، وكازينوهات 7 اكتوبر، ومنهم من اختار لافتات تحمل عناوين ساخرة: مطعم (10 – 3 أكتوبر)، أو أسواق (6 + 1 أكتوبر). واختار بعضهم إسم (ابو عبيدة) أو (الضيف) أو (الشجاعية) أو (خانيونس)، و (المسافة صفر). .
اما الاسم الأشهر والأكثر انتشارا فهو: (طوفان الأقصى) فكل الواجهات الخدمية والتجارية التي كانت تحمل أسم (الأقصى) اضيفت اليها كلمة (طوفان). فاصبحت: (طوفان الأقصى). .
وفي سياق الدعم الشعبي، اتخذ عدد من الإعلاميين والفنانين والرياضيين مواقف داعمة للشعب الفلسطيني حول العالم، وتصدر بعضهم عناوين الأخبار عالمياً، بسبب دعمهم الفاعل للفلسطينيين وانتقادهم اللاذع للاحتلال الإسرائيلي في لقاءات متلفزة حققت نسبة مشاهدة مليونية. .
فهل يستطيع نتنياهو ازالتها كلها من واجهات المدن العربية ؟. وهل يستطيع الضغط على السلطات في تلك البلدان بالطريقة التي لجأ اليها في التعامل مع حكومة البندورة ؟، أو مع حكومة بواب معبر رفح ؟. .
وهل يستطيع نتنياهو إرغام شعوب الارض على التخلي عن الكوفية الفلسطينية التي صارت أيقونة للشعوب الحرة المنتفضة ضد الظلم والعدوان والطغيان ؟. ولسنا مغالين إذا قلنا ان الكوفية تصدرت المشهد اليومي في التظاهرات والمواجهات، باعتبارها رمزا للنضال الفلسطيني. وكرست مجلات الأزياء والموضة اهتماماتها بالكوفية الفلسطينية كعنصر إلهام في الفساتين والسترات والطرحات والأحزمة والسراويل. وتزايدت طلبات شراء الكوفية عبر الإنترنت على المواقع الإلكتروني. ولن يستطيع نتنياهو منع حرب الرموز واللافتات حتى لو خضعت له حكومة البندورة، وحتى لو استجابت له حكومة العسكر التي تبلدت مشاعرها القومية، ومنعت الفلسطينيين من ارتداء الكوفية عند انتقالهم من غزة إلى سيناء عبر معبر رفح. .